وستين ومائتين (١).
٥٦٦ ـ محمد بن عبد الله بن قيس الكنانىّ الفقيه (٢) : يكنى أبا محرز. قاضى إفريقية.
بلغنى أن إبراهيم بن الأغلب (٣) لما توفى ابن غانم (٤) ، قيل له : عليك بصاحب اللّفافة «وكان يلبس عمامة لطيفة». فلما أراد أن يوليه ، أمره فركب معه. فركب على حمار ، فكبا به ، فعنّ عليه إبراهيم ، فلحقه ، ثم قال : يا أبا محرز ، إنى عزمت على توليتك القضاء. قال : لست أصلح. فقال : لو كان الأغلب بن سالم (٥) حيّا ، لم أكن أنا واليا.
__________________
قائلا : كذا هو بالفاء بخط (عبد الله بن محمد بن الثلّاج) فى نسخة من كتاب أبى سعيد بن يونس. وفى نسخة أخرى : بخط أبى عبد الله الصورى بالقاف ، وهو أصح.
(١) تاريخ ابن الفرضى ٢ / ١٠ (قال أبو سعيد) ، والجذوة ١ / ١٠٨ (نسب الترجمة إلى ابن يونس) ، والبغية ص ٨٧ (ولم يذكر ابن يونس). وأضاف ابن الفرضى فى (تاريخه ، ط. الخانجى) ٢ / ١٠ : أنه من أهل إلبيرة. رحل مع عبد المجيد بن عفان صاحبه ، فسمعا من أبى المصعب ، وسحنون.
(٢) زاد المالكى فى نسبه ما يلى : (ابن يسار بن مسلم). (رياض النفوس ، ط. بيروت ١ / ٢٧٤). وذكر الذهبى أنه روى عن مالك ، وغيره. وكان أحد الصالحين (تاريخ الإسلام) ١٥ / ٣٨٠.
(٣) هو إبراهيم بن الأغلب بن سالم بن عقال التميمى. ولى إفريقية للرشيد (١٨٤ ـ ١٩٦ ه). كان فقيها أديبا ، شاعرا خطيبا ، ذا رأى ونجدة وبأس ، وحزم وعلم بالحروب ومكايدها ، حسن السياسة ، وفيا بالعهود. (البيان المغرب ١ / ٩٢ ـ ٩٥). ويلاحظ أن أبا العرب ذكر فى (طبقات علماء إفريقية وتونس) ص ١٦٧ : أن زيادة الله هو الذي ولى أبا محرز القضاء على كره من أبى محرز. والحق أن زيادة الله بن الأغلب ولى إفريقية (من سنة ٢٠١ ه ـ ٢٢٣ ه) ، كما ورد فى (البيان المغرب) ١ / ٩٦ ـ ١٠٦. وفى سنة ٢٠٣ ه : ولى أسد بن الفرات قضاء القيروان مع (أبى محرز) ، فكان القضاء مشتركا بينهما فيما عرف لأول مرة ؛ مما ضايق أبا محرز (السابق ١ / ٩٧). ويمكن الجمع بين ذلك ، وما قاله ابن يونس ، بأن إبراهيم بن الأغلب هو الذي ولى ابن محرز بعد وفاة القاضى ابن غانم (سنة ١٩٠ ه) ، ثم لما ولى زيادة الله أشرك معه فى الأمر (أسد بن الفرات). ومعلوم أن أسد سأل زيادة الله الخروج للغزو سنة ٢١٢ ه ، فجمع له بين قيادة الجيش والقضاء ، وتوفى سنة ٢١٣ ه ، وهو على حصار سرقوسة. وفى العام التالى توفى القاضى أبو محرز سنة ٢١٤ ه (السابق ١ / ١٠٢ ـ ١٠٤).
(٤) هو عبد الله بن عمر بن غانم. ولّاه روح بن حاتم قضاء إفريقية سنة ١٧١ ه ، وتوفى سنة ١٩٠ ه. وكان سمع مالكا والثورى ، وابن أنعم ، وله مناقب كثيرة. (طبقات أبى العرب ص ١١٦ ـ ١١٧ ، وعلماء إفريقية للخشنى ص ٣٠٤ ، ورياض النفوس (ط. بيروت) ١ / ٢١٥ ـ ٢٢٩.
(٥) سقطت لفظة (ابن) فى (تاريخ الإسلام) ١٥ / ٣٨٠. وهو الأغلب بن سالم التميمى والى