ولو كان عبد الرحمن بن زياد بن أنعم (١) ، وابن فرّوخ (٢) حيّين ، لم تكن أنت قاضيا ، ولكن لكل زمان رجال. فولّاه القضاء ، فامتنع. فأمر قائدا من قواده ، فأخذ بضبعيه (٣) ، حتى أجلسه مجلس الحكم ، حتى حكم بين الناس. توفى سنة أربع عشرة ومائتين (٤).
٥٦٧ ـ محمد بن عبد الله بن مخلد : يكنى أبا الحسين. أصبهانى ، قدم مصر ، وحدّث بها. توفى فى رجب سنة اثنتين وستين ومائتين. روى عنه الفضل بن الخصيب الأصبهانى ، وأبو بكر بن راشد (٥).
__________________
المنصور على إفريقية فى آخر جمادى الآخرة سنة ١٤٨ ه. وقد أوصاه المنصور فى كتاب بعث به إليه ـ بعد كتاب العهد ـ أن يعدل بين الرعية ، ويحسن السيرة فى الجند ، ويحصن القيروان وخندقها ، ويرتب حراستها ، ويبقى فيها من يدافع عنها عند الخروج إلى العدو. وقد أصابه سهم أتى عليه عند مقاتلة أحد الثائرين عليه (الحسن بن حرب الكندى) ، وذلك فى شعبان سنة ١٥٠ ه. (البيان المغرب ١ / ٧٤ ـ ٧٥).
(١) ولد بإفريقية سنة ٧٤ ، أو ٧٥ ه ، وتوفى سنة ١٦٣ ه ، وصلى عليه يزيد بن حاتم الوالى. وكان قد فداه المنصور من أسر الروم ، وولاه القضاء ، فكان عدلا صلبا فى أحكامه. ويقال : ولى القضاء لمروان بن محمد. (طبقات أبى العرب ص ٩٥ ـ ١٠٥ ، وعلماء إفريقية للخشنى ص ٣٠٣ ، ورياض النفوس (ط. بيروت) ١ / ١٥٢ ـ ١٦٢).
(٢) هو عبد الله بن فروخ الفارسى. من شيوخ أهل إفريقية. رحل فى طلب العلم ، ولقى بالمشرق مالكا ، والثورى ، وأبا حنيفة. ثقة فى حديثه. كان يكاتب مالكا ، ويجيبه مالك عن مكاتباته وتساؤلاته. أكرهه روح بن حاتم على تولى القضاء ، فجلس يبكى بين الخصوم ، حتى أعفاه من منصبه. مات بمصر سنة ١٧٦ ه. (طبقات أبى العرب ١٠٧ ـ ١٠٩ ، وعلماء إفريقية ص ٣٠٤).
(٣) الضّبع : وسط العضد بلحمه ، ويكون للإنسان ولغيره ، وقيل هو العضد كلها. وقيل : الإبط. والجمع : أضباع. (اللسان ، مادة ض. ب. ع) ج ٤ ص ٢٥٤٩. وفى (المعجم الوسيط) ١ / ٥٥٤ : ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاها. وهما ضبعان. والمقصود : أنه أكره على تولى المنصب بالقوة.
(٤) تاريخ الإسلام ١٥ / ٣٨٠ (قال ابن يونس). وللمترجم له تراجم فى مصادر أخرى ، منها : (طبقات أبى العرب ص ١٦٦ ـ ١٦٧ ، وعلماء إفريقية للخشنى ص ٣٠٥ ، ورياض النفوس (ط. بيروت) ١ / ٢٧٤ ـ ٢٨١.
(٥) المقفى ٦ / ١٢٧ (قال ابن يونس). وأضاف : أنه كان ورّاق الربيع بن سليمان. روى عن قتيبة ابن سعيد ، وكثير بن عبيد ، وغيرهما.