ابن مسلم ، والشافعى ، وأشهب ، ويحيى بن حسان التنيسى ، وغيرهم كثيرون (١). ولم يكن يستنكف أن يروى عمن هو دونه سنا وعلما ، ما وجد لديه جديدا (٢).
٢ ـ بلغ يونس بن عبد الأعلى منزلة سامية بين نقّاد الحديث النبوى الشريف ، فأثنوا على علمه وعمله ، ووصفوه بالورع والصلاح والعبادة (٣). قال عنه يحيى بن حسان : يونسكم هذا من أركان الإسلام (٤). وكان أبو محمد «عبد الرحمن بن أبى حاتم» يحكى أن أباه «أبا حاتم الرازى» كان يوثّق يونس ، ويرفع من شأنه (٥). وليس هذا فقط ، فقد وثقه النسائى (٦) ، وابن حبّان (٧) ، وعدّه غيره من جلّة المصريين (٨).
٣ ـ ويغلب على الظن أن المحدّث «يونس بن عبد الأعلى» لم يكن يعتمد على حفظ الحديث وفهمه ، والقيام به فحسب (٩) ، وإنما كانت له مدوّنات ، بها الأحاديث التى يرويها ، أو تروى له ؛ بدليل أن حفيده المؤرخ ابن يونس كان عنده كتاب جده ، فنظر فيه ، فرأى به سماع أحد أقران يونس من ابن وهب (١٠). وهذه إشارة مهمة إلى البيئة
__________________
(١) راجع : (سير النبلاء) ١٢ / ٣٤٩ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٨٧.
(٢) وخير مثال على ذلك : روايته عن (أبى حاتم الرازى تلميذه المتوفى سنة ٢٧٧ ه ، وهو أكبر منه). (سير النبلاء ١٢ / ٣٤٩ ، والبداية والنهاية ١١ / ٦٣).
(٣) توالى التأسيس ، لابن حجر ص ٤١ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٠٩ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٤٩.
(٤) سير النبلاء ١٢ / ٣٥٠ ، وطبقات السبكى ٢ / ١٧١ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٨٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٠٩.
(٥) الجرح والتعديل مجلد ٤ / ق ٢ ص ٢٤٣ ، وتوالى التأسيس ٤١.
(٦) تهذيب الأسماء واللغات ، للنووى ج ٢ من ق ١ ص ١٦٨ ، وسير النبلاء ١٢ / ٣٥٠ ، وطبقات السبكى ٢ / ١٧١.
(٧) الثقات ٩ / ٢٩٠. هذا ، وقد أنكر البعض حديثا رواه يونس عن الشافعى ، ووصف بالغرابة ، وهو حديث : «لا يزداد الأمر إلا شدة ... ولا مهدىّ إلا عيسى ابن مريم» وردّ ابن حجر على ذلك ، وصوّب الحديث ، وذلك فى (توالى التأسيس) ص ٤١ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٨٨.
(٨) الانتقاء : ١١٢.
(٩) وفيات الأعيان ٧ / ٢٥٢ ، وسير النبلاء ١٢ / ٣٥٠ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٨٨ ، والتاج المكلل ١٥٥.
(١٠) تاريخ المصريين لابن يونس (ترجمة رقم ٥٣٣) ، وهى ترجمة (سعد بن مالك التجيبى) ، وورد بها أن عم المترجم له ، واسمه (خلاوة بن عبد الله) كان قرين يونس فى الطلب ، يكتب معه الحديث ، وهو الذي رأى مؤرخنا ابن يونس سماعه من ابن وهب فى كتاب جده (يونس ابن عبد الأعلى).