ويضاف إلى ذلك أن هذه الترجمة وردت لدى «الحميدى» (١) ، و «الضبى» (٢) منسوبة إلى «مؤرخنا ابن يونس». أما ابن الفرضى ، فكان أكثر دقة ؛ إذ نسب الترجمة إلى مصدرها الأصيل «الخشنى» ، لا مصدرها الوسيط «ابن يونس» (٣). أما عن سبب عدم ذكر مؤرخنا مصدر هذه الترجمة «وهو الخشنى» ، فقد يكون ذلك سهوا منه ، أو من الناقلين عنه ، أو أسقط ذكره بفعل النساخ.
وبالنسبة لتوقيت تأليف ابن يونس كتابه : «تاريخ الغرباء» ، فذلك أمر لا نستطيع تحديده ، فشأنه شأن «تاريخ المصريين» ، فلعله امتد عبر حياة ابن يونس العلمية. وترجم مؤرخنا فيه لعلماء معاصرين له ، قال عن أحدهم : «فقيه مذكور فى وشقة. لا يزال حيا وقت ذكرى له الآن» (٤). وللأسف لم نقف على تاريخ ميلاد المترجم له ، ولم نعرف توقيت مجيئه إلى مصر ، ولا السنة التى كان يسجل فيها ابن يونس ترجمته ، وكان لا يزال بها على قيد الحياة. وبناء عليه ، فلا زلنا فى حاجة إلى مزيد من المادة العلمية الجديدة ، التى قد تتكشف فى قابل الأيام ، والتى قد تساعدنا على معرفة بداية تأليف ابن يونس كتابه هذا ، وموعد انتهائه منه ، وما إذا كان مصاحبا تأليفه «تاريخ المصريين» ، أم كان تاليا له. وعلى كل ، فالراجح عندى أنه كان يكتب الكتابين معا ، وكلما توفرت له مادة وضعها فى مكانها من الكتابين ، وأنه مات قبل أن يعود إلى بعض التراجم بالتكملة والتنقيح ، كما سنرى بعد.
__________________
(١) الجذوة ٢ / ٥٣٥.
(٢) البغية ص ٤٥٤.
(٣) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) : ١ / ٤١٦.
(٤) راجع (تاريخ الغرباء) لابن يونس (ترجمة عبد الله بن يوسف بن عيشون الوشقىّ) ، رقم (٣٠١).