* ثانيا ـ التكرار :
وهو يعنى تعدد تراجم الشخصية الواحدة بأنساب متعددة متقاربة ، أو متباينة ، أو تداخل محتوى بعض التراجم التى يشترك مترجموها فى الاسم ، أو فى جزء من النسب ، ويختلفون فيما وراء ذلك (١). فهذه حالات أربع ، تحتاج إلى إيراد نماذج توضيحية لها :
أ ـ الأنساب المتعددة المتقاربة : مثل الترجمة ل «عامر الحجرىّ» فى موضع (٢) ، ثم الترجمة له فى موضع آخر ، وقد ذكر به منسوبا «عبد الله بن جابر الحجرى» ، وكنى ب «أبى عامر» (٣). فهما شخص واحد ، تكررت الترجمة له على هذا النحو ، وتشابهت محتوياتها إلى حد كبير ، ونصّ ابن يونس فى الموضع الأول منها أن الصواب هو «أبو عامر الحجرى» ، على ما مر فى جزئية «التباين» السابقة (٤). وكذلك فى موضعين آخرين ب «تاريخ الغرباء» (٥).
ب ـ الأنساب المتباينة : ترجم فى «تاريخ الغرباء» لإحدى الشخصيات باسم «محمد ابن سعيد بن عبد الله» (٦) ، ثم عاد ، وترجم له فى موضع آخر باسم «محمد بن يحيى
__________________
(١) هذا نوع متميز من التكرار فى (التراجم) يكاد ينفرد ابن يونس به ، بخلاف ما كان يفعل المحدّث المؤرخ ابن سعد ـ مثلا ـ عندما كان يكرّر بإعادة تراجم بعينها ، أو بإعادة ترتيب موادها ، أو بذكر إضافات يسيرة فى موضوعات مختلفة للصحابى الواحد. فقد كان ابن سعد يترجم فى (طبقاته) على أساس مكانى ، فربما تكرر ذكر الصحابى ثلاث مرات ، بتعدد الأماكن التى انتقل إليها. (بحث منهج ابن سعد فى السيرة ، وتراجم الصحابة ، والتابعين) ، للدكتور إسماعيل سالم ، نشر فى مجلة (بحوث السنّة والسيرة) ، جامعة قطر ، العدد الخامس (١٤١١ ه / ١٩٩١ م) ص ١٠٩.
(٢) تاريخ المصريين (ترجمة ٦٨٨).
(٣) المصدر السابق : (ترجمة ٧٢٢).
(٤) راجع أواخر هامش (١) ص ٤٠٣. وهناك مثال آخر على هذه النقطة ، فقد ترجم مؤرخنا ل (عبد الحميد ابن معان بن سلامة) ، برقم (٧٩٧) ، ثم عاد وترجم له باسم (عبد المجيد) ، ترجمة (٨٧٥ ، وهامشها رقم ٢) ، وهى أقصر ، لكن الكنية والمحتوى واحد ، فلعل الاسم الثانى تحريف عن (الأول).
(٥) أولهما ـ ترجمة (يعقوب بن إسحاق بن على الناقد) برقم (٦٩٠) ، ثم ترجم له باسم (يعقوب ابن على بن إسحاق الناقد) رقم (٦٩٣). وثانيهما ـ ترجمة (يحيى بن زكريا بن الشامة) رقم (٦٧٥) ، وبعدها ترجم له باسم (يحيى بن زكريا بن يحيى الثقفى) ، برقم (٦٧٦).
(٦) ترجمة رقم (٥٣٦).