السبئى» (١). فلعلها ترجمة واحدة ، تكمل إحداها الأخرى.
ج ـ تراجم مشتركة فى الاسم : فقد ترجم ابن يونس لصحابى باسم «أبيض» ، ولم ينسبه ، وذكر أنه صحابى مصرى ، دخل إفريقية. وذكر حديثا فى تسمية الرسول صلىاللهعليهوسلم إياه باسم «أبيض» بدلا من «أسود» (٢). وفى الترجمة التالية ترجم ل «أبيض بن حمّال السّبائى» بترجمة ، تتفق فى محتواها مع السابقة ، لا تفترق سوى فى اسم صاحبها المنسوب. وفى نهايتها قال ابن يونس : أظنه هذا (٣) ، بمعنى : أن المترجم له فى الترجمة السابقة هو هذا الذي سمّاه الرسول صلىاللهعليهوسلم أبيض ، فكأن الترجمة الأولى زائدة ولا داعى لها ، فالترجمة الحالية تغنى عنها (٤). ثم أورد مؤرخنا ترجمة ثالثة باسم «أبيض بن هانئ ابن معاوية» (٥) ، وتختلف فى محتواها المقتضب عما سبقها. وهكذا ، رأينا تذبذب ابن يونس ، وعدم ثباته على رأى قاطع ، فالترجمتان الأوليان متداخلتان ، ولم يستطع القطع فى نسبة الحديث إلى أيهما ، فتعبيره بصيغة «الظن» يدل على تأرجحه بين الاحتمالين.
أما المصادر الأخرى فالاستيعاب لم يترجم إلا ل «أبيض بن حمّال» ، وذكر فى ترجمته حديث تغيير الرسول صلىاللهعليهوسلم اسم «أسود» إلى «أبيض» ، وعلّق قائلا : فلا أدرى أهو هذا ، أم غيره (٦). وبالنسبة لابن حجر ، فذكر «ترجمة أبيض» غير منسوب ، على نحو ما ذكر ابن يونس ، ثم ذكر «أبيض آخر» ـ هكذا سمّاه ـ ولم ينسبه ، وقال : يحتمل أنه هو الذي قبله (٧). وواضح قصور نظرة ابن حجر ، واختلاط الأمر عليه. ونختم بابن الأثير ،
__________________
(١) تاريخ الغرباء : ترجمة ٦١٠ (لاحظ هامش ٦).
(٢) تاريخ المصريين : (ترجمة ٨٧).
(٣) السابق : رقم (٨٨).
(٤) وذلك احتمال آخر جديد ، يفهم من لفظة ابن يونس ، يضاف إلى الاحتمال الذي ورد فى هامش (٤) ، ترجمة (٨٨).
(٥) السابق : ترجمة (٨٩ ، وهامشها رقم (٥).
(٦) ج ١ ص ١٣٨.
(٧) الإصابة ١ / ٢٤ ـ ٢٥. والغريب أن ابن حجر لم يحاول حل مشكلة الحديث المروى ، وأشار إلى ما ذكره ابن عبد البر عن (ابن حمّال). وبخصوص الحديث المروى المنسوب إلى (أبيض) ، فإن المصادر المغربية ـ باعتبار أن الرجل نزل إفريقية ـ ترجمت له ، لكنها ذات موقف مختلف