يا أمة الإسلام هبوا للفلا |
|
ح ولا تضيعوا نجحكم بتقاعس |
يا أمة الإسلام عوا واستيقظوا |
|
إن الهلاك مسارع للناعس |
يا أمة الإسلام زيدوا ثروة |
|
بتعاون ومصانع ومغارس |
يا أمة الإسلام شيدوا مجدكم |
|
بتناصر وتناصح وتجانس |
يا أمة الإسلام شدّوا عزمكم |
|
فثباتكم بين البرايا ما نسي |
ولما خلت وظيفة شيخ الإسلام بتونس عند وفاة صاحبها توجهت الأنظار لتولية صاحب الترجمة عليها حتى إن المنصب المذكور بقي خاليا مدة شهرين لذلك ، فاعتذر بأن الوقت غير مناسب لإعادة جاه هذا المنصب ورجوع عزه إليه كما كان عليه زمن عمه.
ولما استعفى خير الدين باشا من الوزارة التونسيّة في رجب سنة ١٢٩٤ ه رام صاحب الترجمة التخلي عن وظائفه أيضا ، غير أن مداخلة الأمير الشخصيّة منعته من تنفيذ هذا العزم وقد رأى من الوزير محمّد خزنه دار جميل العناية كما يستدل عليه من المكتوب الآتي :
«الهمام الأوحد النحرير الشيخ السيد محمّد بيرم رئيس جمعيّة الأوقاف دام مجده أما بعد.
السلام عليكم [ورحمة الله] وبركاته فالواصل إليكم ترجمة مكتوب ورد من المكلف بأمور دولة أسبانيا للإطلاع عليها وتعرفونا بما يجاب الرجل في النازلة وفي أمن الله دمتم والسلام من كاتبه محمّد في ٢٩ ذي الحجة سنة ١٢٩٤ ه».
ومن ذلك الحين أيضا صار الوزير مصطفى بن إسماعيل يظهر له كمال التودّد والتلطف وفي مصيف سنة ١٢٩٥ ه أثناء وجود المعرض الباريسي سنة ١٨٧٨ توجه المرحوم ثانيا إلى باريس للمعالجة من مرضه الذي لم يفارقه ، وفي هذه السنة زار لندره من بلاد الإنكليز وعند عودته عرج على الجزائر ، وفي مدة إقامته بباريس أكرمه المارشال مكماهون رئيس الجمهوريّة الفرنسويّة إذ ذاك بإحضاره في الأوبره وهو التياتر والكبير في نفس لوجته (حجرته) وحضر بعض الاحتفالات الّتي أقامها الوزراء أثناء المعرض ، وبالجملة فإن القوم أكرموه إكراما فائقا ، وفي تلك السفرة احتفل ولي عهد الإمارة بتونس وهو الأمير الحالي بختن نجليه فكاتبه المرحوم بالتهنئة وكانت بينهما علاقة ودّيّة قديمة ، فأجابه الأمير بهذا المكتوب ونصه بعد الحمدلة والتصلية :
تبدّت في حلا الحسن الجلي |
|
خريدة ذات ثغر ألعسي |
تجرّ مطارفا وتميس تيها |
|
ويسطو لحظها في كل حي |
فيا لله ما أحلى دلالا |
|
وأعذب لفظها شهد الشهي |
فما للبحر لم يصبح فراتا |
|
وقد أمست به زمن الملي |
فقلت لها انتم يا خود فخر |
|
فقالت بنت فكر البيرمي |