الكهرباء وإذا حصل هيجان في المرض يوضع الختمان على المريض بقرب مجلس الألم على هيئة التقابل بين السلكين ففي بضع ثوان يسكن الهيجان بإذن الله من غير أن يحس المريض بأدنى حركة أو ألم ويسمى هذا النوع من الكهرباء الكهرباء الساكنة وهاته الآلة من اختراع «كستاف طروقية» وعندما كان يعتريني المرض بالدوار وضيق الصدر كان الحكيم يضع الختم الموجب على العنفقة ساكنا والسالب على الجبهة يديره من أحد طرفيها إلى الطرف الآخر ، فكان إذا قرب من الحاجبين أرى كأن البرق يتطاير من عيني متواليا ويلزم إزالة السالب شيئا فشيئا بأن يرفع بعض أطرافه ثم وثم إلى أن ينفصل جميعه وأما الآخر فيفصل دفعة واحدة.
والآلة الثانية الكهربائية : هي آلة لتقوية البدن والأعصاب ، وصورتها مربع من خشب عليه اسطوانتان من البلور مركوزتان على قطع من «الكاوتشو» ، هو نوع غروي يجف ويتصلب مستخرج من صمغ الأشجار غير أن إحداهما يحيط بها «الكاوتشو» إلى نحو الثلثين منها والثانية إلى نحو الربع ، ويمد عليهما أسطوانة عظيمة من النحاس خاوية الوسط ، وفي أواسط كل من الأسطوانتين البلوريتين رباط من نحاس فيه موضع لوضع قطب أحد الدائرتين الآتي بيانهما ، وهذا القطب وسطه فولاذ وظاهره كاوتشو يتصل بدائرة مسطحة جيدة من الكاوتشو أيضا ، وأحد طرفي قطبها خارق للأسطوانة البلورية متصل بدائرة صغيرة من نحاس ، كما أنه في نحو الربع السفلي من الأسطوانتين موضع لقطب دائرة مثل تلك ، لكنها من البلور وإنما مركزها على القطب من الكاوتشو ، وبقية قطبها من النحاس وأحد طرفي قطبها خارق للاسطوانة البلورية متصل بدائرة من خشب لها يد تدار بها وعلى خط نهايتها محل لوضع حبل من جلد مكركب يوصل بينها وبين الدائرة النحاسية التي فوقها المتصلة بقطب دائرة الكاوتشو ، وبدوران هاته الدائرة الخشبية يدور كل من دائرة البلور ودائرة الكاوتشو اللتين وضعهما بين الأسطوانتين.
وتبعد إحداهما عن الأخرى نحو أصبع عرضا ، ومركز الكاوتشو أعلى من مركز البلور ، ثم أن المربع الخشبي تلصق به آلة ذات وسادتين لاصقتين في خشبتين ، وهما جلد محشوتان بالشعر ولهما لولب يقرّبهما من بعضهما أو يبعدهما ، وفائدتهما هي إدخال الدائرة البلورية بينهما بحيث يلتصق بكل من سطحيها إحداهما ، حتى إذا أديرت يحصل حكها بهما ويدلك كل الوسادتين بشيء محجر من الكبريت تقوية لأحداث الكهرباء ، ثم يتصل بإحدى الاسطوانتين البلوريتين عند مركز قطب الدائرة العليا قوس من نحاس ينفتح وينغلق ، بحيث إذا أغلق يتصل طرفه بالاسطوانة الكبرى النحاسية وفي هاته الاسطوانة حلقة من جنسها خارجة عن رأس الاسطوانة البلورية ليوضع فيها رأس قضيب من نحاس وذلك الرأس منحني ليمكن إمساكه في الحلقة ، وهو أي القضيب طويل أزيد من ثلاثة أمتار. وجميع تلك الآلة يوضع على مائدة من خشب مرتفعة على الأرض نحو ذراعين ونصف بأرجل متينة لا تضطرب عند إدارة الآلة ويكون وضعها في محل خالي عن الندا متجدد الهواء بعيدا عن