ويلزم لذلك حفر البحيرة وغير ذلك من الأعمال.
وهاته القاعدة هي أكثر طولا من الشمال إلى الجنوب من العرض ، ويحيط بها سور إلّا من جهة الشرق فإن حدها هناك هو البحيرة المذكورة ، كما أن السور ابتدىء فيه من جهة الجنوب ولم يتم ما بين باب الفلة وباب القرجاني ، وفي السور تسعة أبواب.
أولها : في قرب نهاية السور عند اتصاله بالبحيرة من جهة الشرق الشمالي ويفتح الباب إلى الشمال ويسمى باب الخضراء ، ثم يليه باب ابن عبد السلام ، ثم باب سعدون ، ثم باب حومة العلوج ، ثم باب سيدي عبد الله ، ثم باب سيدي قاسم ، ثم باب القرجاني ، ثم باب الفلة ، ثم باب عليوه ، وهو في نهاية السور من جهة الجنوب الشرقي عند اتصاله بالبحيرة أيضا. ولهاته القاعدة حصون على كل باب إلا باب حومة العلوج ، وفي خلال السور حصون أخرى كحصن القصبة وهو أكبرها وموقعه على أعلى ربوة في البلاد ، لأن البلاد جاءت في سفح ربوتين متصاعدة فيهما ، إحداهما : ربوة القصبة ، والثانية : ربوة القرجاني.
ومن الحصون حصن درب بن عسال ، وحصن سيدي يحيى ، وخارجها أيضا بقرب منها حصون ، فمنها : حصن الجلاز على أعلى رأس في جبل الجلاز من جهة الجنوب للحاضرة ، ومنها : حصن الرابط في الجهة الشمالية الغربية في الجبل الأخضر ، وبقربه : حصن فليفل ، وحصن : زوارة. وأمام حصن القصبة داخل المدينة بطحاء عظيمة وفي جهتها الجنوبية سراية المملكة التي بناها حموده باشا ولا زالت معتنى بها إلى الآن ، وهي مقر الحكومة والوالي عند وفوده للحاضرة.
وفي جهتي الشرق والشمال من البطحاء سوق ذو حوانيت وأمامها مظلات مرفوعة على أعمدة من الرخام. وفي جهتها الغربية الحصن وبوسطها جنية وفوارة للماء من ماء زغوان ، ويحيط بالمدينة فاصلا بينها وبين الربضين طريق متسع وأشهر الأماكن الرحيبة بالحاضرة بطحاء رمضان باي ، وبقربها مركز الضابطية ، وبطحاء الممر بربض باب الجزيرة ، وكذلك بطحاء المركاض أمام القشلة الحسينية ، وبطحاء الحلفاوين بربض باب السويق ، وبه أيضا بطحاء التبانين ، وبين الربضين بطحاء باب البحر وهي أنزه وأرحب الأماكن وحولها بناءات أنيقة ، وبوسطها جنينة وفوارة ويمر منها طريق عظيم متسع إلى مرسى البحيرة ، وذلك المكان هو منتزه الأهالي في عشايا الصيف لأن حول الطريق العريض أشجار وقهاوي وملاهي ، وحول باب البحر وبقربه حارات الإفرنج ويتصل بها حارات اليهود.
وماء زغوان مخترق لأغلب جهات البلد في قنوات من حديد ، وأغلب الأسواق متصل بعضه ببعض ، وقد كانت كل صناعة لها سوق مخصوص لكن الآن وقع بعض تداخل ، ومناخ هاته الأسواق هو الجهة الغربية من المدينة حول جامع الزيتونة الذي هو بقرب القصبة المار ذكرها ، وجامع الزيتونة هو أول جامع بني بالحاضرة وكان تمامه سنة