السلطنة من فروض الطاعة وتأدية الحق جهد الإستطاعة ، واعصمنا بيدها الطولى من الإضاعة ، واحملنا من مرضاتها على سنن السنة والجماعة ، اللهم إنا إليه ناظرون وعن أمره صادرون ولإنجاز وعدك في نصر من ينصر دينك منتظرون ، فما فقد شيئا من وجدك ولا خاب من قصدك ، آمين يا رب العالمين وسلام على المرسلين والخلفاء الراشدين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وكتب في شوّال سنة ١٢٧١ ه.
ومنها : مكتوب من محمد الصادق باشا عند ولايته في طلب الولاية والتقرير مثل السابق ونصه :
الحضرة العلية الخاقانية السلطانية المخدومة بالعمل والنية ، واثقة من عدلها وفضلها ببلوغ الأمنية. والشمس عن مدح المادح غنية ، خليفة رسول الله وظل الله في الأرض ، الحامي لشعائر الإسلام من سنة وفرض ، من اختاره المجيد سبحانه للخلافة ، وزين بما يرضيه أوصافه ، ومحى بعدله كل إخافة ، اللهم يا كريم يا مجيد أدم له النصر والتأييد والخير المزيد والعمر الطويل المديد في الزمن السعيد والعيش الحميد ، وأعن العباد على ما أوجبت له من فروض الطاعة ، واجعل السلطنة فيه وفي عقبه إلى يوم الشفاعة. أما بعد : السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله فإن العبد الشاكر على وراثة خدمته الناشىء في نعمته السابح في بحار منته ، يعرض للأعتاب العالية ومنبع الفواضل المتوالية ، أنه تقدم منه أخبار للباب العالي بوفاة أخي وللحضرة العلية طول العمر ودوام الأمر ، فصبر العبد على القضاء ورجونا له حيث توفي في خدمة الخلافة الرحمة والرضى ، وحفظ العبد العاجز رتبته على العادة ، المقرّرة من السلاطين السادة ، ووجه لباب الفضل عبد السلطنة العلية نخبة الأعيان ، وصفوة الأقران ، وزير البحر إبننا أمير الأمراء خير الدين يطلب على لسان العبد الفقير الفضل المعتاد ، من لباب السلاطين الأمجاد ، وعلى عادة هذه البلاد ، وقدم العبد على قدره ما يستحيي لعظمة السلطنة من ذكره ، وإن كان مقام السلطنة الكبير يسمو على التقدير ، ويرى الفضل بالقبول أوّل مأمول ، فالعبد وجه رسله لباب الفضل وانتظر ، وفاز من وضع الأمل موضعه بنيل الوطر ، والله أسأل أن يطيل بقاء أمير المؤمنين ويعز به الدين ، ويقوي بشوكته حبل الله المتين ، ويحيي بعدله سنن الخلفاء الراشدين ، ويديم الخلافة فيه وفي عقبه إلى يوم الدين ، آمين يا رب العالمين ، والسلام على أمير المؤمنين ، من عبد نعمته المخلص في خدمته المؤمل لنعمته ، الفقير إلى ربه تعالى المشير محمد الصادق باشا باي وفقه الله. كتب في ١٨ ربيع الثاني سنة ١٢٧٦ ه.
وكاتب فيما ذكر الصدر الأعظم بما نصه :
الصدارة العظمى والركن الأعظم الأحمى والرتبة الشامخة الشما ، صدارة ركن الدولة