السابعة : إننا نجعل مجلسا للتجارات برئيس وكاتب وأعضاء من المسلمين وغيرهم من رعايا أحبابنا الدول للنظر في نوازل التجارات بعد الإتفاق مع أحبابنا الدول العظام في كيفية دخول رعاياهم تحت حكم المجلس ، كما يأتي إيضاح تفصيله قطعا لتشعب الخصام.
الثامنة : أن سائر رعايانا من المسلمين وغيرهم لهم المساواة في الأمور العرفية والقوانين الحكمية لا فضل لأحدهم على الآخر في ذلك.
التاسعة : تسريح المتجر من اختصاص أحد به بل يكون مباحا لكل أحد ولا تتاجر الدولة بتجارة ولا تمنع غيرها منها وتكون العناية بإعانة عموم المتجر ومنع أسباب تعطيله.
العاشرة : إن الوافدين على أيالتنا لهم أن يحترفوا بسائر الصنائع والخدم بشرط أن يتبعوا القوانين المرتبة والتي يمكن أن تترتب مثل سائر أهل البلاد ، لا فضل لأحد على الآخر بعد الإنفصال مع دولهم في كيفية دخولهم تحت ذلك ، كما يأتي بيانه.
الحادية عشر : إن الواردين على إيالتنا من سائر أتباع الدول لهم أن يشتروا سائر ما يملك من الدور والأجنة والأرضين مثل سائر أهل البلاد ، بشرط أن يتبعوا القوانين المرتبة والتي تترتب من غير امتناع ولا فرق في أدنى شيء من قوانين البلاد ، ونبين بعد هذا كيفية السكنى بحيث أن المالك يكون عالما بذلك وداخلا على اعتباره بعد الإتفاق مع أحبابنا الدول.
فعلى عهد الله وميثاقه أن نجري هذه الأصول التي سطرناها ، على نحو ما بيناها ووراءها البيان لمعناها وأشهد الله وهذا الجمع العظيم المرموق بعين التعظيم في حق نفسي وعلى من يكون من بعدي ، أن لا يتم له أمر إلا باليمين على هذا الأمان الذي بذلت فيه جهدي وجعلت سائر الحاضرين من نواب الدول العظام وأعيان رعيتنا شهداء على عهدي ، والله يعلم أن هذا القصد الذي أظهرته وجمعت له هؤلاء الأعيان واشتهرته هو ما أودعه الله في نيتي ، وإجراء أصوله وفروعه فورا أعظم أمنيتي والمرء مطلوب بجهده ومن عاهد الله لزمه الوفاء بعهده ، والحق هو العروة الوثقى والآخرة خير وأبقى واستحلف من لدي من هؤلاء الثقات والحماة الكفاة أن يكونوا معي في إجراء هذه المصلحة يدا واحدة بقلوب سليمة متعاضدة وأقول لهم : «ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها ، وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ، إن الله يعلم ما تفعلون ، اللهم من أعاننا على مصالح عبادك فكن له معينا وأورده من توفيقك عذبا معينا ، اللهم اجعل لنا من عنايتك وإعانتك مددا وهب لنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا ، منك الإعانة على ما وليت ولك الشكر على ما أوليت ، المهدي من هديت والخير كله فيما قضيت» هذه مقدمة أنتجتها الإستشارة ورآها العبد الفقير ناجحة صالحة فأعنا اللهم ببركة القرآن وأسرار الفاتحة والسلام. من الفقير إلى ربه تعالى عبده المشير محمد باشاباي صاحب المملكة التونسية في ٢٠ محرّم الحرام سنة أربع وسبعين ومائتين وألف صح من كاتبه المشير محمد باشاباي والله على ما نقول وكيل.
ثم عقد الوالي مجلسا رئيسه الوزير مصطفى خزنة دار وزير العمالة وأعضاءه :