شعيرا واثني عشر مطرا زيتا ، ويزيد لكل من الرئيسين المذكورين على ما ذكر قفيزين من كل نوع وثلاثة أمطار زيتا ، وأطرد جريان ذلك ولم يتأخر عن أصحابه ولا شهرا واحدا مدة مباشرتي.
ومنها : أيضا الزيادة في مرتب المدرسين بجامع الزيتونة الذين مر ذكر ترتيبهم من أحمد باشا ، فزاد لكل مدرس من الطبقة الأولى ثلاثة ريالات يومية ، ولأهل الطبقة الثانية ريالا واحدا وكان إجراء ذلك أولا من مال الحكومة ثم أجريته لهم من فواضل الأوقاف.
ومنها : جعل مرتب للحكام الشرعيين في جميع بلدان القطر على خصوص وظيفة الحكم الشرعي ، ولم يكن لهم ذلك من قبل بل كانوا مقتصرين على مرتبات من دروس وإمامة وخطابة ، فأجريت لكل قاض ببلد فيها مفاتي ماية وخمسين ريالا في الشهر ، ولكل مفتي ماية وعشرين ، ولكل رئيس فتوى مائة وخمسين ، ولكل قاض في بلد لا مفتي بها وهي البلدان الصغيرة تسعين ريالا في الشهر.
ومنها : جعل وكيل للخصام عن الناس العاجزين عن الخصام بأنفسهم والعاجزين عن أجرة الوكيل.
ومنها : إحداث طريق صناعي بين تونس وحمام الأنف طوله نحو إثني عشر ميلا ، وقد كان ذلك الطريق الذي هو أهم طرق جهات القطر يتعطل المرور فيه زمن الشتاء لكثرة الوحل وتموت فيه حيوانات كثيرة للمارة ولا يكاد يصل صاحب العجلة فيه مع قوة مراكيبه التي تجر العجلة إلا في نحو نصف يوم هذا إن سلمت عجلته حتى أن الأمراء والوزراء يربطون في عجلاتهم أربعة من الخيل أو البغال أو أكثر لمن يسوغ له ذلك ولا يصل إلى حمام الأنف إلا في أربع ساعات أو أزيد ، أما الضعفاء فلا يستطيعون المرور فيه وترى المارة يرودون الطرق البعيدة بأضعاف طول ذلك الطريق الذي هو ضروري لجميع من كان في الجهة الجنوبية الشرقية من القطر كأهل الساحل وصفاقس والأعراض والجريد وغيرهم ، فزال جميع التعطيل بإحداث ذلك الطريق وإن عده بعضهم أنه من التحسينات التي تأخر عن غيرها فهذا لجهله بأسباب العمران وعدم تفرقته بين الضروري والتحسيني.
ومنها : التحجير على معاوضة الأوقاف بمال من النقود بل لا بد بعد المسوغ الشرعي من أن يعوض مكان الوقف بمكان آخر يدا بيد ، حيث كان ضاع على الأوقاف بسبب مخالفة تلك الطريقة أموال لها بال ، إذ حررت الأموال التي وجدتها مقيدة بدفاتر القضاة والمفتيين بأنها ثمن أوقاف عوضت ولم يشتر بثمنها شيء فكان مجموع المال ٢٤٠٠٦٧٣ هذا عدا ما عوض ولم يرسم في الدفاتر ، وإنما كتب في رسوم أصحابه ولم يبق للوقف حجة فيه وهو أيضا كثير. ثم ذلك المبلغ أكثره ضاع بالمرة إما لجهل من أمن تحت يده حيث يقال في الرسم وأمن تحت يد من يوثق به ، أو أنه أمن تحت يد أناس قد ظهر