المذكورة أنواعا ثلاثة من الحيوانات ، وهي : الخيل ، والبقر ، والغنم ، في كل مائة ماشية عدد خاص من الأنواع المذكورة على أن تكون الأنواع من أحسن الموجود في القطر أو خارجه إلى غير ذلك من شروطه ، وهو يبيعها لمن شاء وليس للحكومة شيء في عوض ذلك إلا تحسين الأنواع المذكورة في القطر ، فمضت آجال منذ قبوله للأرض الأولى وادعت الحكومة عدم وفائه بالشروط وادعى هو التعلل بأنها هي لم توف له أيضا حيث طلب الإعفاء من الأداآت التي بواسطتها أيضا ، وكان ذلك في مدة وزارة الوزير خير الدين فآل الأمر بعد أن كادت أن تفصل النازلة بالمرة ، وبعد أن عقد لها مجلس من متوظفي الحكومة إلى إجراء مطلبه وأخذه القسط الثاني من الأرض ، وإسقاطه كل دعوى فيما تقدم تاريخه ، فلم يوف بما اشترط عليه أيضا وادعى أن سبب ذلك تداخل تونس في حرب الروسيا وأن الأرض التي أخذها ليست كاملة المقدار وأنها ليست بكاملة الصفات وأنها لم تعف مما هو مشروط وأن الحكومة لم تحم حقوقه من التعدي عليه من الأهالي ، فعقد لذلك مجلس تحت رئاسة الوزير ابن إسماعيل في مدة وزارة الوزير محمد ، وطالت المراجعات بين الحكومة وبين دي صانسي والقنسلاتو إلى أن ولي الوزير ابن إسماعيل الوزارة الكبرى فحرص في إتمام النازلة وتخليص الأرض من يد المذكور ، وانعقد لذلك مجلس من متوظفي الحكومة من الأهالي والفرنساويين وتكررت المراجعات إلى أن استقر الرأي على أن لا حق للكنت المذكور ، فأرسل الوزير ثلاثة من متوظفي الحكومة مع مصاحبة قنسل أوستريا لحوز الأرض المذكورة والشهادة على كيفية الحوز ، وقبيل إرساله أعلمه قنسل فرنسا بأن الأولى الصلح في النازلة بأن يضرب لصاحب المنحة أجل ثان للوفاء بشروطه ويسقط جميع دعواه فإن لم يوف تخلص دولة فرنسا الأرض منه وترجعها لحكومة تونس ، وبدون ذلك لا يمكن تسليم الأرض إلا بمجلس تحكيم مختلط وأنه لا يسمح لأتباع الحكومة بالدخول إلى الأرض وإن أتوا للإستيلاء يجدون من يعارضهم من أتباع القنسلاتو ، فلم يقبل منه ذلك. وعند وصول الرسل منعهم أتباع القنسلاتو من الدخول بالكلام فرجعوا وكتبوا التسجيل حالا فورد من قنسل فرنسا طلب أربعة مطالب :
أولها : طلب الترضية من الحكومة.
ثانيها : إلقاء المسؤولية على من تسبب في النازلة.
ثالثها : عقد مجلس مختلط للنظر في إثبات دعاوى دي صانسي أو عدمها.
رابعها : الجواب عن ذلك قبل مضي يومين وإلا فإنه يقطع الخلطة.
وشاع بالإيعاز أن المراد بإلقاء المسؤولية هو عزل الوزير فاضطرب الوالي والوزير واشتد الخوف ، وقال بعض الأجانب أن قطع الخلطة لا يعقبه الحرب فتربصوا حتى تعلم الدول ولعله يكون منهم التداخل ، فتفصل النازلة بوجه آخر ، ولم يقع من أحد القناسل جواب مقنع في عدم خوف الحكومة لعدم وصول الأخبار التلغرافية وضيق الوقت ، ولم يعلموا الدولة العثمانية وسعى أمير اللواء إلياس عند القنسل بالوجه الخصوصي بأن يكون