والأبواب التي به من الأربعة إلى الإثني عشر يدخل منها إلى بيوت ومرافق ، والبيوت غالبا بعضها أحسن من بعض فأكبرها على شكلين :
فالشكل الأوّل : أن يكون إذا دخلت من الباب تجد البيت طويلا يمينا وشمالا وقبالة الباب بهو ذو قوس مرتفع وفي نهاية أرجل القوس تجد مرفعا ، أي شيئا من الخشب المتقن النقش المزوّق بالألوان دائرا مع حيطان البهو توضع عليه أواني رفيعة من الخزف والصيني والبلور ، وفي نهاية البيت يمينا وشمالا تجد أسرة عليها فرش النوم مسواة بإتقان وأمامها مساطب ومتكئات ، وجميع الحيطان على نحو ما مر في وسط الدار مع زيادة إتقان النقش ، والأبواب كلها ذات زواية كاملة ليست بمقوسة إلا باب الذريبة ، ثم لكل باب أو شباك عواضل من الأربع جهات من الرخام أو الكذال أو الخشب ، كل جهة في قطعة واحدة غالبا ، وعرض العاضدة من شبر ونصف إلا العواضل السفلى في الأبواب فإنها تكون منخفضة لا ترتفع على الأرض أكثر من إصبعين ، وأغلب ارتفاع السقف من الستة إلى إثني عشر ذراعا ، وهي أي السقوف ما بين بناء بالأجر أو الحجر المعقود أو أعمدة من حديد وآجر أو قرميد أو أنها خشب مما يجلب من السويد ، المسمى باللوح الطرطوشي والبندقي من النمسا ، وعلى أي نوع كانت فإنها إن كانت من الخشب نقشت وزوّقت وإلا طليت بالجص ونقشت وزوّقت ، وتارة يطلى النوعان بالفضة الممّوهة بالذهب على أشكال بديعة مع التزويق بالألوان ، والأغلب في سقوف الخشب أن تكون على هيئة خشبات ممدودة على عرض البيت وعمقها نحو شبرين أو شبر ونصف وعرضها نحو ثمانية أصابع ، وكل الأبواب ذو دفتين وتارة يكون ذا أربع دفف وهذا في خصوص أبواب البيوت ، وأما غيرها فلا أكثر من دفتين. ثم عن يمين البهو وشماله مقاصير إثنان فما فوق إما للنوم أو الجلوس أو المرافق ، وعلى الأبواب جميعا ستارات متعددة على حسب الرفاهية ، ويوضع في البيت أيضا مرايات كبيرة على المرفع وراء قطع البلور والخزف وكذلك حول أسطوانتي البهو وهذان يوضع أمامهما خزنتان من خشب الجوز المتقنة الصنعة وعليها ساعتان وفوانيس بأواني من الزهور المصنوعة وغير ذلك من التحف ، وفي الشتاء تفرش أرض البيت بحصير وعليها بسط صوفية.
وأما الشكل الثاني : في البيوت فإنه يكون براحا واحدا إما مربع أو به استطالة ، والحيوط والسقف والفرش كلها على نوع واحد ، غير أنه يغلب في هذا الشكل أن يكون السقف من خشب وعيدانه مغطاة من أسفل مما يلي البيت بألواح من خشب مزوّقة أيضا حتى ترى كأنها قطعة واحدة ، والأغلب لحسن المنظر وعدم ظهور القطع بين الألواح أن تغطى الألواح من أسفل بمنسوج من الكتان أو القطن على عكس امتداد الألواح وتدق بمسامير ثم تلون وتزوّق كما مر ، وفي وسط هاته السقوف على أي نوع كانت توضع قطع من خشب مرتفعة منقوشة بأشكال بديعة مذهبة وتمسك في السقف بقضيب حديد مناسب ويعلق فيها ثريات من البلور ، وما دون ذلك من البيوت يكون أقل إتقانا في طلي الحيطان