الكريمة فحصلت الممنونيّة التامة وأمرنا بتبليغ ذلك لسيادتكم أفندم في ٦ شعبان سنة ١٣٠٦ ه.
|
الداعي محمّد زكي |
ولما كنا بصدد ذكر هذه المحررات فلنجعل خاتمتها مكتوبا ورد على المرحوم من صديقه الحميم. الملاذ العظيم. ذي القلب السليم. الأستاذ الأبر مولانا الشيخ محمّد ظافر دامت بركاته إذ الغاية بيان ما كانت عليه صلات صاحب الترجمة بمعاصريه ومعارفه ومخاطباته مع محبيه ونص المكتوب :
الحمد لله إلى حضرة الهمام الفاضل. والعمدة الكامل. جامع شتات الفضائل. وناظم فرائد محاسن الشمائل. ومنبع المعارف. ومجمع اللطائف. وقطب فلك السياسة ومركز دائرة أرباب الرئاسة. جناب الأعز الأكرم. مولانا الشيخ سيدي محمّد بيرم. أدام الله عزه واقباله. وأناله مناه وآماله. آمين.
بعد اهداء تحيّات أطيب نفحا من روض الأزهار. وألطف من نسيم الأسحار. فقد وصل كتابكم الكريم. المشتمل على الدر النظيم. الحري بالتبجيل والتعظيم. وقرت به أعيننا سرورا. وامتلأت به قلوبنا بهجة وحبورا. وما أعلنتموه من الفرح والجذل. بحصول نشاط محبكم من عارض المرض الذي حصل. فهو من علامات تمام الوداد. وخلوص محبتكم الأصيلة وكمال الاعتقاد. ولكم عندنا من ذلك الحظ الأوفر. والقسط الأكبر. وما عطفتم به على ذلك من الذكر الجميل. والثناء والتبجيل. على المحب فهو من انطباع كمالاتكم الظاهرة. الّتي تجلت في مرآت ذاتي وأصبحت في عالم الشهادة لكم ظاهرة. كما هو مصداق قوله صلىاللهعليهوسلم : «المؤمن مرآة أخيه» كما يشهد بذلك ذوق كل صديق وموقن وعلى كل فنحن معترفون بالقصور. ونسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق في جميع الأمور. وأن يجعلنا ببركة دعاكم مظهرا للخيرات. وواسطة لتوالي المبرات. وأن يجعل العاقبة للمتقين. وينجز وعده بنزول نص النصر على أعلام جيوش المؤمنين. ونخص بالسلام كامل من بحضرتكم وجناب أخينا الشيخ سيدي حمزه مسلم عليكم. وكذا كامل أولادنا مقبلين يديكم. وهذا ما لزم. ودام مجدكم والسلام. ١٣ شعبان سنة ١٢٩٤ ه.
|
خادم الفقرا محمّد ظافر المدني |
وقد تفرغ صاحب الترجمة في الأوقات الّتي يتركها له المرض لاتمام تأليف ابتدأه في استانبول سماه «تجريد السنان للرد على الخطيب رونان» وذلك أن العالم الفرنساوي المذكور وهو من مشاهير أهل بلاده تعرض في خطابة ألقاها بباريس تحت عنوان «الإسلام والعلم» إلى ذكر الديانة الاسلاميّة وأنها تمنع العلوم من الانتشار بين أبنائها فأفسد صاحب الترجمة هذا الزعم برد مقنع أتى فيه على ذكر جميع العلوم والفنون الّتي استنبطها المسلمون