ومنها : الملاهي المتعددة وقد شرعوا في بناء أكبر ملهى في أوربا وأكثرها تأنيقا مباهاة لملهى «قران لوبرة» في باريس لكنه لم يتم إلى الآن ، وأعجب ما رأيت في ملاهيها في محل التشخيص من اللعب أن بتنا ترتفع في الهواء إلى السقف وتغيب فيه وتارة لما ترتفع إلى نحو نصف الفضاء تنسحب في الهواء طائرة إلى جهة اليمين من المتفرجين من غير أن يرى لها ماسك أو شيء تعلق به ، وقد خاضت صحفهم في ذلك ولم يقفوا على قول حقيقي في صورة ذلك غير أني شعرت بأنهم يقللون الضوء عند إرادة تلك اللعبة.
ومنها : دار الإمتحانات العلمية.
ومنها : قصر الندوى وهو أعظم بناء في هاته البلاد ، ويمكن أن يقال في أوروبا أيضا عدا قصر الفاتكان برومه ، فهذا القصر بلندره يشتمل على ١٢٦ مدرجا أو أزيد للصعود إليه وأكثر من ١١٨٠ حجرة و ١٩ إيوانا.
منها : إيوان الاجتماع الرسمي الرحيب ويشتمل على أسرة ومقاعد ومطاعم وقهاوي بحيث أن أعضاء الندوة إذا يحوجهم الحال إلى إقامة أيام هناك فلا يحتاج أحد منهم لشيء سوى الملبوس يأتي به من محله ، ولما كان ليلهم طويلا ويقضون أشغالهم فيه فكان في القصر من التنوير ما يتعجب منه الناظر وكذلك أمر تدفئته.
ومنها : المتحف البريتاني الشامل للآثار العتيقة والذخائر الغريبة وعلى نحوه ودونه عدة متاحف أخر.
ومنها : دار الصرف أي البنك الدولي وهو أعجب بنوك أوروبا كبرا وغناء ، إذ فيه من الذهب فقط عشرات آلاف الملايين مخزونة قطعا كبيرة وصغيرة للدولة ولمن يؤمن ماله فضلا عن المصوغ والفضة ، وللخزنة محل حصين محاط بالمياه خشية الحريق.
ومنها : البورس أي محل اجتماع التجار.
ومنها : مجامع التجار العديدة.
ومنها : قصر الهند أي محل إدارة الهند المؤنق.
ومنها : دار شيخ البلد.
ومنها : الحصن العظيم المسمى توراف لندره.
ومنها : منزل للمسافرين المسمى «رتيش مانت» وهو خارج البلاد على ربوة مطل على غياض ومرج ونهر ، وينتابه الناس للأكل بكثرة وللسكنى بقلة وأكله أحسن من غيره.
ومنها : بستان الملك وقصره خارج لندره أيضا المسمى «همبتون كورت» وليس به من الغرائب إلا عريشة عنب واحدة مغروسة في بيت من الزجاج لوقايتها من البرد ، حيث أن شدة برد انكلاتيره يمنع من نبات العنب بها فكانت هاته الشجرة معتنى بها منذ أزيد من قرن وقد عظمت جدا حتى ملأت أغصانها جميع البيت التي طولها نحو الأربعين ذراعا ،