وأنواع عديدة من الحجارة كجر الطبع وأنواع الجص والكبريت ومقاطع الحديد والرصاص كثيرة وبها حجر الزجاج ، والمياه المعدنية نافعة شهيرة كحمام «فيشي» وحمام «برني».
وأما مراسيها : فكثيرة حربية وتجارية وقد تقدم ذكر بعضها ويقاس عليه ضخامة وحصانة باقيها.
وأما سكانها : فأصلهم القديم من قبائل مختلفة وردت إلى هناك من المشرق في أوقات مختلفة ، وأشهر القبائل قوم من الكنيسيين وقسم منهم عبر المحيط إلى انكلتيرة ، وانضاف معهم في فرنسا قبائل أتت من جنوب أفريقيا يسمون الباسليك ولا زال إلى الآن سكان جبال «برني» يتكلمون بلغتهم ، ثم وفد عليهم الرومانيون ثم هجمت عليهم قبيلة الإفرنج الآتية من الشرق واستوطنت قبل ذلك في البلجيك ، ثم تغلبت على قبائل فرنسا واختلط نسل الجميع واتحد باسم الإفرنج ، ثم حول إلى الفرنسيس وصاروا الآن جنسا واحدا وهو الفرنساوي إلا أهل نيس وساقويا وقرسكا فهم طليانيون ، وعدد الجميع ستة وثلاثون مليونا ونصف عدا ما في مستعمراتها والديانة الغالبة هي النصرانية على المذهب الكاتوليكي ، وقد كان هو مذهب الدولة الرسمي لكن الآن لم يبق من الدولة اعتبار لديانة أو مذهب خاص ، حتى أنها أزالت سنة ١٨٨٠ علامات التمذهب العلنية عن الأماكن الرسمية والمكاتب ، كما يوجد فيهم المذهب البرتستانتي. وديانة اليهود وتوجد الدهرية بكثرة وقليل موحدون بالعقل أو باتباع لعيسى عليهالسلام. ويتبع فرنسا مستعمرات ففي أفريقية قهرت الجزائر وادعت بالحماية على تونس واستولت على سانيغال وجزائر غوري وسانت ماري وبورون ، وعدد سكان هاته المستعمرات نحو الخمسة ملايين منهم مسلمون نحو أربعة ملايين والباقي على مذاهب وديانات شتى ، ويتبعها في قسم آسيا أرض «بوندشيري» «وكاريكال» وما هي «ويناون» ، «وشاندرنفور» كلها في شطوط الهند ، كما لها «سايغون» في كوشين الصين وعدد سكان الجميع نحو الثلاثمائة ألف ، ولها في أمريكا جزائر صان بييروميكلون ومارتينيك وغوادلوب والفيان الفرنساوية وسكان جميعها نحو الثلاثمائة ألف أيضا ، ولها في الأقيانوس جزر مركيز وتابيتي وسكانها نحو المائة والخمسة وسبعين ألفا فجميع السكان والملحقات نحو اثنتين وأربعين مليونا.
الفصل الخامس : في إجمال تاريخ فرنسا
مطلب : في تاريخها القديم :
كانت هاته المملكة تسمى قديما «غاليا أو غالة» ويجهل الحال في تاريخها القديم أعني ما قبل تاريخ الميلاد بألف وستمائة سنة ومن هذا الوقت عرفت أحوالها ، فكان أهلها شجعانا حاربوا من جاورهم ولم يخضعوا لدولة الرومان إلا بعد مشاق ثم استقلت فرنسا عنم باستيلاء أمة الإفرنك في القرن الخامس ، وذلك أنها خضعت لعدّة رؤساء متحدين ثم خضع الجميع لملك سنة ٤٢٠ مسيحية وأول عائلة معروفة من ملوكها تسمى