مكاتب للقرآن والخط وبعض من العلوم الشرعية في بعض من الجوامع ، لكن لا توجد بلدة ولو قرية صغيرة بدون مكتب ، وقد أخذت هاته المكاتب الإبتدائية في التحسين حتى شملت تعلم مبادىء الحساب والعبادات والعقائد ، ورأيت في جغرافية فكري إحصاء في سنة ١٢٩٢ ه لأحوال المعارف دونك خلاصته :
تلامذة |
مكاتب ومدارس |
معلمين |
٩٧٧ ، ١٤٠ |
٤٨١٧ |
٦٠٤٦ |
ولا شك أن العدد تزايد من ذلك التاريخ فلا شك أنها في غنى عظيم بالمعارف والعلوم النهائية الرياضية يكملون تحصيلها في الممالك الأوروباوية ، ورأيت من تلامذتهم في باريس ولندره وجنيف وغيرها ، ورأيت في مصر وبواخرها سائر العاملين والرؤساء من الأهالي والأجنبيون متوظفون لا للضرورة بل لدواع أخر ، ولهذا وقع التشكي المشار إليه في مبحث التاريخ ، وقد كثرت المطابع وطبعت فيها الكتب بما جعل سائر المسلمين ممنونين لهم ، وكذلك كثرت الصحف الخبرية يومية وأسبوعية لكنها في الحرية على حسب حالة الحكومة.
مطلب في هيئة المساكن
البناء الجديد كله على النحو الأوروباوي ظاهرا وباطنا سيما محلات الحكومة ورجالها وأما الأبنية القديمة والمعتادة للأهالي فليست بجميلة الظاهر بل أنه لما كان الطين الذي يبنون به مسودا من أصل لون التراب ولا يضعون فيه الجير إلا قليلا حيث كان غاليا ولا حاجة إليه لقلة المطر أو انعدامها عندهم ، ثم أنهم لا يطلون ظاهر البناء على الطرق ولا يبيضونه فصار منظره بشعا وإن كانوا يتأنقون في الرواشن الخشب بالنقش والهيئة لكنهم أيضا لا يصبغونه فيكون لونه مكدرا ، وصورة عموم الديار أن يكون فيها دهليز ووسط غير مسقوف يحتوي على بعض بيوت لجلوس الرجال والضيوف ووضع بعض المرافق ومحل لغسل الثياب والطبخ محجوز للنساء كل ذلك في الطبقة السفلية ، ثم باب ودرج في الغالب غير حسنة يتوصل منها للطبقة العليا فتجد فيها عدة بيوت أغلبها مائل إلى التربيع ، وبكل منها طواقي للضوء والنظر وتشمل أيضا كنيفا بالوعته مكشوفة وغالبا تحصل منه رايحة كريهة وغالبا تكون البيوت والدرج غير مبلطة ويستعوضون عن ذلك بفرش الحصر ، والزرابي في البيوت ويجعلون عليها للجلوس أما مساطب من خشب أو تبن وعليها مقاعد محشوة قطنا وعلى الأبواب ستارات ليست بأنيقة وإنما هي من منسوجات القطن ، وحول المقاعد متكئات يابسة محشوة تبنا وعليها أخر ظريفة من القطن ، ولا يزيد البناء على طبقتين غالبا.
وأما الأعيان فتكون ديارهم على ذلك النحو لكنها أكبر وأنظم وأنظف وربما زادت طبقة ثالثة إلى السابعة في القديم ، والمفروشات تكون حريرية وصوفية جميلة مع تزيين