ومن النساء ولهم كتب مؤلفة في تركيب الأكل والطبخ.
مطلب : في المواكب
أما المواكب الرسمية فإن الملك له بيت كبير في القصر الرسمي وبصدره عرش على نحو ما تقدم في عرش والي تونس ويزيد بأن يكون على يسار محل جلوس الملك كرسي لزوجه ، وقبل حضور الملك يحضر المأذونون بالحضور بملابسهم الرسمية ويقفون يمينا وشمالا على حسب رتبهم ولما يحفل الموكب يخرج عليهم الملك لابسا لباسه الرسمي الذي هو على نحو ما تقدمت صفته ، غير أن بعض الملوك يزيد على ذلك بلبس رداء طويل الأذيال واسع جدا ليس له أكمام وإنما يوضع على ظهره وكتفيه ويغلق حول العنق بأزرار ثمينة ويرفع أطراف ذيوله من ورائه بعض أبناء الكبراء من العائلة الملكية أو من أقاربهم إلى أن يجلس الملك على عرشه ، وكذلك يكون له تاج مجوهر يضعه على رأسه مع اللباس الرسمي المقصب ويخرج في المواكب من حجرته ومعه زوجه وأهل بيته ويصعد على كرسيه ويكشف رأسه مسلما بالإيماء إلى ميمنتهم ثم إلى ميسرتهم ثم يخاطبهم بخطبة مناسبة لمقتضى الحال موميا لأحوال السياسة الراهنة ، وتلك الخطبة تكون قد هيئت من قبل بتدبير الوزراء وتارة يلقيها الملك بنفسه وتارة يلقيها رئيس كتبته ويكون الحاضرون كلهم مكشوفي الرؤس ، فيحيونه بالدعاء له بطول العمر وينفض الموكب وهاته المواكب هي في رأس السنة وهو شهر يناير الأعجمي ، وفي عيد ولادة الملك ، وكذلك يوم فتح مجلس النواب والأعيان من كل سنة ويكون ذلك في محل المجلس ، وكذلك تعقد مواكب أخرى على حسب الحوادث.
وأما المواكب الأهلية فهي رأس العام ولا يحتفلون لغيره من الأعياد وإنما يكثرون استدعاء بعضهم إلى بعض للمسامرة ليلا فيما بين المعارف زيادة على الاجتماعات في أماكن العموم كالملاهي والمنتزهات ، وبسبب ذلك يقع التعارف بين الرجال والنساء المريدين للتزوج فتكثر المخالطة بينهم في حالات مختلفة فإذا حسن عند كل طبع الآخر وسيرته خطب أب الزوج أبا الزوجة في بنته لابنه فإذا حسن لديه أيضا أجابه ، وإذ ذاك في الغالب يجمعون خواص أحباب كل من الفريقين في بيت الزوجة لوليمة من طعام من الحلويات والخمور وإن لم تكن الدار لائقة للإجتماع تجعل الوليمة في إحدى منازل المسافرين ، فيوصي صاحب الوليمة صاحب المنزل على ما يريد ويعين له الوقت وعدد الأشخاص ويتوافقون على الثمن وعند قدوم المدعوين يجدون المحل على أحسن انتظام ، وكذلك يصنعون في الولائم في الديار إذا كان صاحب الدار ليس له عدة الضيافة مع أن داره قابلة فإن صاحب منزل المسافرين يأتيه بكل ما يكفي من أوان وأطعمة وخدمة وغيرها وليس على صاحب الدار إلا دفع الثمن مع الراحة وحسن الإنتظام في سائر أنواع الولائم ، ثم إذا حان زمن العرس يحضر أبو الزوجة ويدفع للزوج مهر ابنته من مال عين أو أملاك ويكتب ذلك على الزوج ويكون أمانة في يده ، ثم بعد ذلك يتوجهون إلى الكنيسة فيجدون