أبواب نحو ثلثها الأسفل خشب وثلثيها العلويين ذوي أطباق من الزجاج ، وأكثر الطواقي لها مع ذلك أيضا أبواب من أضلاع الخشب المنجور مقصبة يتحرك تقصيبها وكل تلك الأبواب ذو دفتين ينفتحان يمينا وشمالا.
وأما الحمامات : فهي عبارة عن ديار ذات مجازات طويلة بها عدة مقاصير صغيرة كل منها يحتوي على حوض من معدن أو حجر له منفذ من أسفل يخرج منه الماء الوسخ وله أنبوبان للماء الحار والبارد وتحتوي على كرسي ومسطبة ومرآة ومشط وأرضها مفروشة بزرابي ، والاغتسال إنما هو في الحوض وكل الأهالي يعتني بتنظيم مفروشات بيته على قدر سعته والأغنياء لهم ترف زائد في الأثاث والتحف ، وفي المدن الكبيرة يقيمون أسواقا في يوم خاص من كل أسبوع في الحارات المتطرفة وحوانيته من خشب أو كتان تنصب في الطرق الوسيعة وترفع في يومها يباع بها أنواع الأكل من لحم وبقول وفواكه وبعض تحف وثياب يشتري منها أهل تلك الحارات كفايتهم للاسبوع.
مطلب في اللبس
اللبس في فرنسا وفي إيطاليا سواء عند الرجال والنساء وكذلك اللبس الرسمي والعسكري إلا بعض شارات وألوان في الملبوسات تختلف بينهم.
أما أصل الهيئة فواحدة وحيث كانت الرفاهية في الفرنساويين أزيد فتجد نساءهم أكثر تبدلا في ألوان اللباس وشكله ورفعته على الجملة ، كما أنهن أزيد أيضا في وضع دقيق أبيض وأدهان أخر على وجوههن قصدا للتزين وإن كان ذلك يورث فسادا في البشرة ، وأكثر ذلك العمل في نساء باريس وتراهن يتفاخرن بالنحول واصفرار اللون لأنه كثيرا ما يحدث من كثرة السهر أو العشق وكلاهما ممدوح عندهم ، لأن السهر ينشأ من اجتماع الأحبة والاجتماع يستدعي المصاريف فهو علامة على الغنى بالوسائط ، كما أن من علامة الكبرياء أن تكون خدمة البيتوتات في المحافل يذرون على رؤوسهم غبارا أبيض ، والأصل فيه أن بعض المغنين كانوا يغنون في موسم «صان جرمان» بخارج باريس وبهم قرع فبيضوا رؤوسهم ليضحكوا الناس ، فتدرجت العادة شيئا فشيئا إلى أن فشت سنة ١٦١٤ ثم في سنة ١٧٩٥ جعلت عليه ضريبة للدولة واستمرت إلى الآن.
مطلب في الأكل
هيئة الأكل في فرنسا هي الموجودة في إيطاليا على السواء وكذلك المأكولات سواء غير أن طعام الفرنسيس أكثر أشكالا وألذ طعما لجعلهم الأبزرة في الطبخ أحسن من الطليان ، ولذلك تجد لطعامهم رائحة لذيذة مثل رائحة طعام العرب.
وفي المدن : توجد أنواع الخبز على مراتب شتى ولهم نوع يؤكل صباحا مع اللبن والزبدة جيد جدا صنعة وصفاء وطبخا ، وفي خصوص باريس جميع أنواع الأطعمة