الحنفي ، وأما الشافعي فمحرابه خلف مقام إبراهيم عليهالسلام ، وأما المالكي فمحرابه تجاه الضلع الغربي الجنوبي من الكعبة خلف المطاف بميتروين ، وأما الحنبلي فمحرابه مواجه للضلع الجنوبي الشرقي على نحو ذلك البعد أيضا.
وباب السلام من المسجد الحرام تجاه باب الكعبة ، وباب الوداع في الجهة المقابلة له ووراء الرواقات عدة مدارس لسكنى المجاورين ويسكن بيوتها الحجاج أيضا ، وحول المسجد من أغلب الجهات طرق وباب السلام يفتح في الطريق الواقع بين الصفا والمروة وهو طريق متسع حوله ديار ذات عدة طبقات ، ومنها دار الشيبي ، وأسفل الديار حوانيت عليها مظلات يباع بها المأكولات وغيرها ، وكل من الصفا والمروة محل في نهاية زاوية من الطريق متسع ذو درج عريضة تنتهي إلى حائط ، وبينهما طريق متسع عرضه ما بين عشرة وإثنى عشر ميترو وطوله نحو أربعمائة وخمسة أمتار وفي وسطه محل الهرولة في السعي تبتدىء من الميلين أي العلمين الأخضرين على بعد خمسة وسبعين ميترو ومن الصفا عند باب البغلة من الحرم ، وتنتهي إلى العلمين الآخرين بعد مسافة نحو سبعين ميترو عند باب علي وكل من العلمين يقابله مثله في الحائط المقابل.
وفي مكة المشرفة أسواق كثيرة يباع بها سلع سائر الأقطار وأكثرها سلع الهند ، كما أن التجار أكثرهم من أهالي الهند ، والأسواق مسقوفة بألواح وفيها قهاوي كما أن أطراف البلاد عند مداخلها فيها قهاوي على نحو الخصوص ويجلس فيها على كراسي كبيرة وصغيرة من أخشاب الحطب وعزف النخل ، وخارج البلد على طريق عرفات مقبرة المعلى ، ثم بعض بساتين لأفراد من الأشراف رضياللهعنهم وبيوت لبعض من الأعراب وغيرهم ، وفي جبل أبي قبيس المطل على المسجد الحرام مسجد صغير وبعض ديار وزاوية للشيخ السنوسي ، وشرب جميع الأهالي من عين زبيدة التي أوصلتها إمرأة الخليفة هارون الرشيدي من قرب عرفات إلى مكة فسميت بها وعلى مجراها في الطريق والبلاد عدة منافذ يملأ منها السقاؤن وغيرهم ويحصل من كثير من الناس تقذيرها بما يلقون فيها من الأوساخ ، كما توجد آبار أخرى عميقة جهة الزاهر وغيرها يؤتى بالماء منها ويفرقه السقاؤن على الديار فيوضع في جرار ثم تملأ منه دوارق وتوضع في طواقي أو غيرها مما يمر عليه الهواء البارد فيبرد الماء ، لكن من عادتهم فيه أنهم يبخرون الدوارق بعود يسمى عود القفل وهو الكثير ، وتارة بالمصطكى فيحصل طعم في الماء غير شهي والقفل أسوأ وهم يرونه حسنا ، وتنقسم مكة إلى سبعة عشرة حارة وقيل إن عدد سكانها مائة وسبعون ألفا.
مطلب في صفة المدينة المنورة
واسمها المدينة وطيبة وطابة ويثرب واقعة في فسيح من الأرض المرتفعة في عرض ٢٥ درجة و ٢٠ دقيقة شمالي وطول ٣٧ شرقي وغربيها على نحو أربعة أميال جبل أحد وعليها سور حصين وحصون ذات مدافع وخزائن للذخائر الحربية ، والحرم الشريف النبوي