أذرع وعليها مكابس من ذهب ، والبيت مبلط بقطع كبيرة من المرمر وكذلك حيطانه وسقفه من الساج ، وفي ركنه الشرقي من خارج ما بين المشرق والجنوب في ارتفاع قامة الحجر الأسود ، وهو حجر محفوف الجوانب بصفايح من فضة أسود لامع أثرت فيه أيدي اللامسين حتى صار في بعض جهاته انخفاض وصار ذا شكل مقعر مثل إناء الشرب ، وأصله قطعة واحدة ثم تشقق من ضرب المنجنيق عندما حوصر ابن الزبير رضياللهعنه فجعل له صندوق من الفضة ، وبه فوهة يظهر منها الحجر قطرها سبعة وعشرون صانتي ميترو أي نحو شبر وثلث ، وفي سطح البيت ما بين الشمال والغرب ميزاب الرحمة من ذهب يصب في الحجر ، والبيت طوله مما بين المشرق والشمال أزيد مما بين المغرب والجنوب ، فطوله إثنا عشر ميترو وعرضه عشرة أمتار وعشرة صانتي عدا الشاذروان وارتفاعه خمسة عشر ميترو ، ويكسى كل عام بكسوة من الديباج الأسود يؤتى بها من مصر وعليها حزام مزركش بالفضة مكتوب به آيات كريمة ، وكذلك نفس الكسوة فيها كتابات جيدة بالقلم الثلثي من نفس النسج.
وقبالة باب الكعبة على نحو إثني عشر ميتر ومقام إبراهيم عليهالسلام وفيه بيت مربع داخله آيات بينات من تأثير القدمين في الصخرة ، ووراءه بانحراف إلى الجنوب الشرقي بير زمزم وعليه قبة وحوله أحواض وعليه بكرات من النحاس ثم صحن المسجد متسع جدا طوله مشرقا ومغربا مائة وإثنان وتسعون ميترو وعرضه مائة وإثنان وثلاثون ميترو ، والرواقات مرفوعة أقواسها على إسطوانات من حجر وسقوفها قباب من بناء وفي وسط الصحن على بعد نحو إثني عشر ميترو من الحطيم إسطوانات من حديد أو نحاس ذاهبة في الهواء موصولة ببعضها بسلاسل من نحاس يعلق بها منائر ومصابيح وهي دائرة بالبيت علامة على حدود المطاف ، وعلى سمت الركن الشمالي على بعد كلة لجلوس المؤذنين والمسمعين ، وخلف المطاف وقبالة جهة البيت التي بها الميزاب يقيم إمام الصلاة من مذهب الحنفي وله محراب وهو أول مصل في الأوقات كلها ما عدا الفجر ، فإذا أقيمت الصلاة وتقدم الإمام الحنفي رأيت المسجد الحرام كله على غاية من الهدو ، ولم أر شيئا لم تدخله البدعة أبدا إلا الصلاة في ذلك الوقت ما عدا تسميع المسمع ، فهو زيادة على بدعة تغنيه يزيد أن يضع المؤذن إصبعيه في أذنيه وهو في الصلاة ، وما عدا هذا فإنك ترى آداب الإسلام حقيقة وامتثال الخلق أمر خالقهم فيقع من الخشوع ما لا يعلمه إلا الله سيما في صلاة الجمعة ، ولله الحكمة البالغة في وسع المسجد كل من يدخله وترى الخلق مع ذلك الإزدحام على غاية من التؤدة وامتثال أمر الشرع بحيث لا تسمع إلا همسا من تسبيحهم وتكبيرهم في الركوع والسجود فإذا سلم الإمام الحنفي عادت الحركة لما كانت عليه ولو عند صلاة كل من أئمة المالكي والشافعي والحنبلي حتى لا يكاد المؤتم يعلم بحركات الإمام.
أما صلاة الفجر فيتقدم فيها الشافعي على غيره لأن مذهبه يرى استحباب التبكير بها وكل أحد من الأئمة له جهة من جهات الكعبة يصلي إليها ، وقد علمت محل الإمام