الشمس يدفع بما يجعل من المظلات والسقوف كما هو واقع في عدة جهات من مصر في الأسواق ، بل وفي الطرقات أيضا من سقوف خشبية بعضها محسن وبعضها ليس فيه إلا دفع إذاية الشمس ، والطرقات في القاهرة ترش بالماء عدة مرار في اليوم حتى يحصل فيها نوع طين ، والطرق الجديدة العامة كلها محصبة الأرض وحواليها الأشجار المظلة ، والقليل من الديار بها جنينات وبها ماء النيل جار في القنوات ، والغالب أن يأتي السقاؤن بقرب أو براميل من ماء النيل غير المصفى ويخزن في الديار في جرار كبيرة ، وكل دار لها عدد معلوم يأتي لها به السقاء بثمن معين.
مطلب في اللبس بمصر
أما لبس رجال الحكومة العادي والرسمي فهو على النحو الإفرنجي ، غير أن الشارات والعلامات هي تركية صرفة حتى الشاشية والسترة والنياشين هي ذات العثمانية بأسمائها ، وأما لبس الرجال فأهل المدن الأعيان يلبسون قميصا وسراويل واسعة يربطونها تحت القميص ويسدلون القميص عليها وهو طويل إلى نحو نصف الساق ، ويلبسون عليه صدرية مقفولة الوسط بعقد وفوقها قفطان طويل إلى الكعبين ويداه تصل إلى أصابع اليد ويطبقونه على صدورهم ثم يتحزمون عليه بحزام ويلبسون فوق جميع ذلك جبة طويلة أيضا إلى حد القفطان ومقدمها مفتوح إلى الأسفل ويداها ضيقتان إلى أسفل المرفق ، والجميع من الحرير من منسوجات رفيعة وعلى رؤسهم شاشية تونسية وعمامة قليلة الطول ملفوفة على نحو العمامة التونسية وهو لباس العلماء ، وكبراؤهم يزيدون فوق الكل جبة واسعة جدا وواسعة الأكمام أيضا ، وبعضهم يلبس العباءة عوضا عن الجوخة والقفطان.
وأما الأواسط وبعض التجار فيلبسون القميص من أسفل وفوقه صدرية مثل السابقة وفرملة أي صدرية غير مقفولة ومنتان يصل إلى الحزام وسروالا واسعا جدا طويل الألية إلى الأرض أسود اللون ويتحزمون به فوق القميص وعليه حزام ، والجميع من المنسوجات الرفيعة المخيطة والمزينة بخيوط من الحرير حتى تصير كلها مزينة ، وفي الشتاء يلبسون فوق ذلك كبوطا من الجوخ يصل إلى الركبة ، وعلى رؤوسهم شواشي تركية وحدها أو معها عمائم هندية مطرزة بالحرير.
وأما الأسافل والخدمة فيلبسون من الشكل الأول إلى القفطان وفي الأكثر يكون من قطن أبيض وعليه بنطلون إفرنجي وشاشية تركية أو تونسية ، والفلاحون وأهل القرى يلبسون قمصا زرقا وعراقية ليس إلا ، ولا يلبسون في أرجلهم شيئا. وأما بقية الأصناف فيلبسون الأحذية على أنواع شتى من الأنواع الإفرنجية أو نوع من الحذاء أحمر بلا قدم عال ، ومن جهة الأصابع يكون مخروطا منحنيا مخروطه إلى أعلى.
وأما النساء فالصنف الأسفل يقتصر على القميص ولا يتستر في الطريق بل رأيتهن يخدمن في آلات البناء ويناولن الحجر والطين وغير ذلك مثل الرجال وهن مشوهات الوجوه.