هي تضعيف مصر واستمالة السودان بموافقتهم إليها ، لكنهم كانوا أشد عليها مما كانوا مع المصريين فأرسلت إليهم إنكليزيا كان معاشرا لهم يسمى غردون كان متوليا حاكما عاما عليهم مدة إسماعيل باشا ، فحاول تسكين ثورتهم فلم يقبلوا منه صرفا ولا عدلا فتحصن ببلد الخرطوم وطلب القوة من دولته ، وكانت الوزارة إذ ذاك بيد حزب الحرية فأظهروا من التناقض في القول والعمل ما يتعجب منه في إرسال القوة وأمرها بالتقدم تارة وبالتأخر أخرى ، إلى أن فتح السودانيون الخرطوم وتم لهم جميع أمر السودان وحصل من مجموع الأمور الحالة الراهنة في تخضرم الأمور وكثرة التشكي من الإدارة التي هي على غير أساس ، فعقدت إنكلاتيره التي زمامها حينئذ بيد حزب المحافظين اتفاقا مع الدولة العثمانية هذا نص تعريبه.
أولا : ترسل كل من الدولة العثمانية وانكلترا مندوبا عاليا إلى مصر.
ثانيا : يتدبر المندوب العالي العثماني متفقا مع جناب الخديوي أو مع من يعينه هو لهذا الغرض المبين في الوسائط النافعة لتسكين السودان ، ويتفاوض المأموران والخديوي في جميع التدبرات التي يمكن بها تعديل الأحوال المصرية عموما ويكون إجراؤها برضاء الجميع.
ثالثا : يباشر المندوبان العاليان ومعهما الخديوي إصلاح وترتيب العساكر المصرية.
رابعا : ينظر المندوبان العاليان مع الخديوي في جميع فروع الحكومة المصرية ويمكن لهم أن يدخلوا التعديلات التي يرونها لازمة في كل ما هو داخل في دائرة الفرامين السلطانية.
خامسا : يقع الإعتراف من طرف السلطنة العثمانية بجميع المعاهدات العمومية الأجنبية التي عقدت مع الحضرة الخديوية وذلك إذا لم تكن مخالفة للإمتيازات المضمنة في الفرامين السلطانية.
سادسا : عندما يرى المندوبان العاليان أن هناء الحدود استقر وصارت سيرة الحكومة المصرية مستحسنة وأمرها راسخا ، يقدم كل منهما تقريرا إلى دولته لعقد الإتفاق بإخلاء العساكر الإنكليزية البلاد المصرية في وقت مرضي.
سابعا : يقع إمضاء هاته المعاهدة في ظرف خمسة عشر يوما ، وتكون مبادلتها ممضية في القسطنطينية. اه.
وقدم المرخصان المشار إليهما في الإتفاق ، وعند وصول المرخص العثماني وهو مختار باشا احتفلت به الحكومة أزيد من احتفالها بالمرخص الإنكليزي الذي كان سبق صاحبه ، وأما الأهالي فاحتفلوا بالثاني فقط وعند ملاقاتي معه للسلام مع جمع من الأعيان ، أنشدته هذين التاريخين أولهما :