والسمك بأنواع شتى في الأنهر والأبحر ، ومن الحيوانات الوحشية الضبع والثعلب والذئب والخنزير البري وبقر الوحش والدب.
وأما الطيور : ففيها أغلب ما في القطر التونسي وتزيد «بالغيزان» بأنواعه وأكثره أبلق اللون بين السواد والبياض وهو أكثر ما رأيناه في البراري ، وهو ثقيل الطيران وحجمه أكبر من الحجل وأصغر من الدجاج ، وفيه أنواع حضرية كبيرة ولها ألوان جميلة مفضضة ومذهبة كما توجد به الحشرات التي توجد في الأقاليم الحارة سيما في الجهة الجنوبية ، غير أنها ليست بشديدة الخبث بالنسبة لحشرات أفريقيا. ومن غريب حيواناتهم نوع من الكلاب يربى عند قسيسين في جبل «صان برنانتو» في الجهة الشمالية الدائم فيه الثلج ، ومن خصائص هاته الكلاب أنه إذا اشتد البرد وحدثت زوابع فالقسيسون يسرحون كلابهم وفي عنق كل واحد إناء صغير معلق مملوء بشيء من الأرواح المسكرة الحادة وله أنبوب ينفتح ، فتذهب تلك الكلاب وترود الجهات لعلها تجد إنسانا على شفا الهلاك من البرد فتقرب منه وتمكنه مما برقبتها لكي يسخن به ، فإن استطاع بعد ذلك الذهاب معها دلته على محل أصحابها وإن رأته لم يتبعها ذهبت لأصحابها وأعلمتهم بهيئة خاصة حتى يتبعونها ويخلصون الإنسان من شدة البرد ، فتتفرق الكلاب على ذلك النحو وتكون سببا لنجاة من تظفر به ، وهؤلاء القسيسون لا يبيعون من أناث هذا النوع ليكون خاصا بهم.
وأما معادنها : فليس فيها معادن كثيرة ولا غنية سوى شيء من الفحم الحجري في التوسكانة وقرب مسينة من سيسيليا ، ونوع من الطين يشعل بعد التجفيف مثل الفحم الحجري وفيها زيت البترول أي النفط ، وفيها الحديد بكثرة في عدة جهات منها المباردية وسردانيا وسيسيليا وكلابريا وجزيرة ألبا ، وفيها النحاس في جبل لمبارديه وفي فينيسيا وألبا وتوسكانا ، وفيها الرصاص أيضا في عدة جهات والزاوق والزنيكو ومعدن انتمونيو ومعدن منفنيز والكبريت وأعظمه في سيسيليا قرب بلد قلتاني سيتا وهو الذي تشتغل منه جميع أوروبا ، وفيها من معادن الحجارة كثير وغني فمنه الرخام الأبيض الشفاف الذي تصنع منه التحف والمرمر الأحمر والرخام الأسود والبرسلانه والطين الملوّن والمرمر الرفيع والرخام الأبيض المعتاد ، وفيها سباخ عديدة للملح ومعادن ملحية ومعدن التنكار الذي يشغله الصاغة ، وفيها مياه معدنية كثيرة أهمها في ولاية البيمنت وولاية فينيسيا وولاية التوسكانا وفي نابلي وأشهر الجميع منتيكاتيني في التوسكانة.
وأما مدن هاته المملكة : فقاعدتها رومية التي أخطت سنة ٧٥٣ قبل التاريخ المسيحي ، وموقعها كأنها متوسطة بين الجنوب والشمال في المملكة وتقرب إلى الشاطىء الغربي وقد تقدمت صفتها. وقد انقسمت هاته المملكة الآن باعتبار الإدارة إلى إثنتي عشرة ولاية كبرى لكل منها عدة أوطان ، فينقسم جميعها إلى تسعة وستين وطنا كل وطن له مركز من المدن ويعرف باسمه ، فأما الولايات الكبرى فنذكرها بأسمائها ونذكر عدد أقسامها فقط