مع تسع ضياع أخر من أمّهات الضياع. وحلف إخوة السلطان على ذلك.
واستشعر السلطان من أخيه الملك الظافر «خضر» ـ وكان مقيما «بالياروقية» ـ فأقطعه «كفرسود» ، وتقدّم إليه بالتوجّه إليها ، فسار إليها ، فسبقه الملك «الزّاهر» ، فاستولى عليها ، وعلى «البيرة» و «حروص» و «المرزبان» و «نهر الجوز» و «الكرزين» و «العمق».
ومات السّلطان الملك الظاهر ـ رحمهالله ـ بقلعة حلب ، في الخامس والعشرين ، من جمادى الآخرة من سنة ثلاث عشرة وستمائة ، وكتم خبر موته ذلك اليوم ، حتى دفن في الحجرة ، إلى جنب الدّار الكبيرة ، التي أنشأها بقلعة حلب.
ثم أركب في اليوم الثاني من موته ولداه : الملك العزيز ، والملك الصالح ، وأنزلا بالثياب السّود إلى أسفل جسر القلعة ، وصعد أكابر البلد إليهما.
وأصيب أهل حلب بمصيبة فتّت في أعضادهم ، وكان له ـ رحمهالله ـ في كل دار بها مأتم وعزاء ، وفي كل قلية (١) نكبة وبلاء :
والنّاس مأتمهم عليه واحد |
|
في كلّ دار أنّة وزفير |
ووصل «القاضي بهاء الدّين» من الرّسالة ، في اليوم الثالث ، والوزير ابن أبي يعلى ، قد استولى على التّدبير ، وحكم على الصغير والكبير ، فصعد
__________________
(١) تصغير قلة ، وهي أعلى مكان في القلعة ، أو أنها تصحيف «قبيلة».