وفادحة قد غادر القلب موقعاً |
|
لأسهمه مذ سددتها معاطبه |
وما يجمل الصبر الجميل لفادح |
|
له الجفن تهمي بالدموع سحائبه |
لقد غادرت جسمي خيالاً خطوبه |
|
وأصبح ترتاد الفؤاد نوائبه |
أبيتُ على حجر كما بات قاسم |
|
غريباً تتاءت عنه رعباً أقاربه |
لقد اُمّ باخمرا يعاني شجونه |
|
إلى أن انيخت في حماه ركائبه |
وما زال من خوف العدى متكتما |
|
غريباً عن الأوطان جلّت مصائبه |
تخفى من الأعداء خيفة قتله |
|
يراقبها خوفاً وغدراً تراقبه |
فلهفي على صنو الرضا الندب قاسم |
|
فتىً لمن يكن إلّا هدى الله صاحبه |
سليل ولي الله موسى بن جعفر |
|
مشارقه تزهو به ومغاربه |
فكم قال قولاً صادعاً في ثنائه |
|
فجلّت مساعيه وجلّت مناقبه |
فلولا الرضا كنت الإمام على الورى |
|
ولكن بدا لله ما هو كاتبه |
بنفسي الذي قد حلّ في الحي مكمداً |
|
وما عرفت أعراقه ومناسبه |
فان جهلوا الزاكي سليل محمّد |
|
فما جهلوا نوراً به شع ثاقبه |
فضائله ما بينهم ضاء نورها |
|
إلى أن تجلت عن حماهم غياهبه |
فكم في سبيل الله كابد فادحاً |
|
تجرعه صاب المنايا مصائبه |
نأى فَرَقا من كل طاغ مولياً |
|
واردته مذعور الفؤاد نوائبه |
وله أيضاً قصيدة اُخرى في حق القاسم بن الإمام الكاظم ١ عليهالسلام :
كيف الفرار وفي حشاء توقدا |
|
جمر الأسى والطرف بات مسهدا |
دمعي يسيل وأن دمعاً مده |
|
قلب المشوق بذوبه لن يجمدا |
حتى بقيت تقل جلدي أعظم |
|
قد ذاب ما فيها أسىً وتجلدا |
____________
(١) المصدر نفسه : ج ١ ص ٨٨.