جعفر عليهماالسلام وكان يكنى أبا الحسن وأبا إبراهيم فقلتُ جُعلت فداك بم يعرف الإمام ؟ فقال عليهالسلام : بخصال أولها النص من أبيه عليه ونصبه للناس علماً حتّى يكون عليهم حجة كما نصب رسول الله صلىاللهعليهوآله أمير المؤمنين عليهالسلام إماماً وعلماً وكذلك الأئمة نصّ الأول على الثاني ونصبه للناس حجة وعلماً أن تسأله فيجيب فتسكت عنه فيبتدئ ويخبر الناس بما يكون في غد ويكلم الناس بكل لسان ويعرف منطق الطير والساعة أعطيك العلامة قبل أن تقوم من مقامك فما برحت حتى دخل علينا رجل من أهل (الخراسان) فتكلم بالعربية فأجابه عليهالسلام بالفارسية فقال الخراساني ما منعني أن اُكلمك بكلامي إلا ظنّي بأنك لا تحسنه فقال عليهالسلام سبحان الله إذا كنت لا أحسن أجيبك فما فضلي عليك ثمّ قال لي عليهالسلام : يا أبا محمّد إن الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ولا منطق الطير والبهائم. فمن لم يكن فيه هذه الخصال فليس بإمام.
٣
ـ في كتاب بصائر الدرجات روى محمّد بن عبد الله العطار مرفوعاً إلى علي بن يقطين الوزير قال كنت واقفاً بيد يدي الرشيد إذ جاءت هدايا من ملك الروم وكانت فيه دراعة ديباج سوداء منسوجة بالذهب لم أر أحسن منها فنظر إلي وأنا انظر إليها فقال يا علي أعجبتك الدرّاعة ؟ فقلت أي والله يا أمير المؤمنين فقال خذها فأخذتها وانصرفت بها إلى المنزل وشددتها في منديل ووجهتها الى المدينة الى مولاي موسى بن جعفر عليهالسلام
فلما كان بعد سبعة أشهر انصرفت يوماً من عند هارون وكنت تغديت بين يديه فلما حصلت في منزلي قام الي خادمي الذي يأخذ ثيابي بمنديل على يده والكتاب ففضضت الكتاب وإذا به كتاب مولاي أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهالسلام وفيه يا علي هذا وقت
حاجتك الى الدراعة وقد بعثتها إليك فكشفت طرف المنديل عنها إذ دخل