هذي المظاهر لا تزال على المدى |
|
ما بين ابناء البريّة تظهر |
فلها بذلك من قديم زمانها |
|
وطهر به الحب العميق تصوّر |
يا ابن الغطارف من بني عمرو العلى |
|
عفواً فشعري عن مقامك اقصر |
من قبل ألف والرسالة غضة |
|
تهب الحياة بما يطيب ويثمر |
شيدت صرح المجد يشمخ عالياً |
|
عنه النجوم بافقها تتأخر |
وشرعت للاسلام نهج هداية |
|
هو للذي رام الحقيقة مصدر |
فلكم نشرت من العلوم معارفاً |
|
هي كالنمير العذب وافت تهدر |
ولكم كشفت عن النفوس غشاوة |
|
فيما اُعدت فاصبحت تتبصر |
ناظرت أصحاب المبادى حيث قد |
|
وافتك وهي بردها تتحير |
فهزمتها فإذا بها وبفكرها |
|
وهو السراب بفقعة تتبخر |
حتى تجلى الحق منبلج السنا |
|
ولأنت معدن فيضة المتفجر |
أأبا الجواد وقد بليت بمحنة |
|
ما كان غيرك عندها يتبصر |
واجهتها ولأنت تعلم أنها |
|
غدر لطاغية الزمان يدبر |
أبدى لك المأمون منه سياسة |
|
إذ راح يظهر عكس ما هو يظهر |
حيث ارتضاك ولي عهد خلافة |
|
زعماً بانك شخصها والأجدر |
وبأنه متشيع في فعله |
|
هذا وأصبح للولاء يصور |
لكن ما هي غفلة وافى بها |
|
من راح في سرد الحوادث يذكر |
فسياسة المأمون في منهاجها |
|
لم تختلف وهي السبيل المفكر |
لكن تبدلت الوسائل عنده |
|
فيها وقد تملى الظروف وتقهر |
حيث الاُمور بعهده قد أصبحت |
|
خطراً يهدد حكمه أو ينذر |