بكت جزعاً والليل داجي الذوائب |
|
وحنت إلى تلك الربى والملاعب |
وتاقت إلى حي (بفيحاء بابل) |
|
سقى الله ذاك الحي در السحائب |
ولا زال منهلاً بجرعاته الحيا |
|
يفوّف من اكنافه كل جانب |
فللّه مغنى قد نعمت بظله |
|
أروح واغدو لاهياً بالكواعب |
حسان التثني آنسات خرائد |
|
بعيدات مهوى القرط سود الذوائب |
نواعم أطراف مريضات أعين |
|
مصيبات سهم الطرف زح الحواجب |
وظالمة الارداف مظلومة الحشا |
|
موردة الخدين عذراء كاعب |
تجاذبني فضل الرداء وتنثني |
|
تخوفني الاخطار عن ظن كاذب |
وقد عاينت رحلي تشد نسوعه |
|
عجالاً وقد زمّت لبين نجائبي |
فقالت واذرت مقلتاها مدامعاً |
|
على خدها مثل انهمال السواكب |
أفي كل يوم لوعة وتفرق |
|
وضر فقد ضاقت علي مذاهبي |
أروح بعين من فراقك ثره |
|
واغذوا بقلب من اذى البين واجب |
أما آن لي أن تنقضي لوعة النوى |
|
ويا من قلبي من زمان موارب |
فقلت لها واستعجلتني بوادر |
|
جرت من جفون بالدموع السوارب |
اقلي العنا واستشعري الخير أنني |
|
إلى نحو خير الخلق أزجي ركائبي |
وللموت خير من مقام ببلدة |
|
يحط بها قدري وتعلو مآربي |
وعيني اجشمها الى كل مجهل |
|
يسف بها الخرّيت ترب المراقب |
سواهم تغرى كل قفر تنوفه |
|
وليس بها إلّا الصدى من مجاوب |
صوادي غرثى لا تحل من السرى |
|
وقطع الفيافي نحو نيل المطالب |
إلى أن ترى أعلام طوس وبقعة |
|
حوت جسداً للطيب ابن الأطايب |
____________
للشيخ محمد علي اليعقوبي رحمهالله ج ١ ص ١٦١ / النجف الأشرف ١٣٧٠ هـ ، ١٩٥١ م).