ما انفك يرقب بابن موسى فرصة |
|
بالغدر خالية عن التعيين |
فاغتال ليت الغيل من يردى الردى |
|
ولديه يخضع كل ليث عرين |
فرأى الرضا كيد العدو كما رأى |
|
موسى بن جعفر من يدي هارون |
لكن أبى في جسر دجلة جسمه |
|
يلقى رهين السجن بضع سنين |
هذا ابن موسى من تقرب باسمه |
|
موسى بجنب الطور من سينين |
في السجن خلّده الرشيد ولم يخف |
|
يوم القيامة من لظى سجين |
وبنهجه المأمون جدّ به السرى |
|
من فوق حرف للظلال أمون |
لا زال حكم الجور ينقل فيهم |
|
من كف ملعون إلى ملعون |
فقفا بسعي البغي اثر اب له |
|
يا بئس آباءٍ لشرِ بنين |
لمّا محو آثار سنّة أحمد |
|
ضربوا بنيه بصارم مسنون |
وأتو بسيدهم إلى الحسن الرضا |
|
وبملكهم تركوه كالمرهون |
قتلوا به الدين الحنيف وأرغموا |
|
أنف الهداية شامخ العرنين |
صفرت من الاسلام كف بعده |
|
إذ كان أكبر ناصر ومعين |
ندب له ندب الوجود بأسره |
|
والكون بات بحرقة وأنين |
قد كان كهفاً للطريد وملجأ |
|
العافي وكنز البائس المسكين |
هتفت له السبع المثاني والملا |
|
تبكي إماماً من بني ياسين |
ويحق للملكوت تلبس جسمه |
|
ثوباً عليه كآبة المحزون |
لا بدع أن ندبت ملائكة السما |
|
لنفاد كنز للهدى مخزون |
ودعته يوم مضى العلي ابن الذي |
|
قد كان انساناً لضوء عيوني |
قد كان جوهره بعقد طلا الهدى |
|
قد أرخصت بالسوم كل ثمين |
من نور طلعته إذا اعتكر الدجى |
|
أفق السماء ينير بالتزيين |