وعن أبى سعيد الخدرى قال : قتلت الأنصار فى مواطن أربعة سبعين سبعين ، يوم أحد سبعين ، ويوم بئر معونة سبعين ، ويوم اليمامة سبعين ، ويوم جسر أبى عبيد سبعين.
وقال سعيد بن المسيب : قتلت الأنصار فى مواطن ثلاثة سبعين سبعين ، فذكر ما تقدم إلا بئر معونة.
وذكر عمر بن الخطاب رضياللهعنه ، يوما وقعة اليمامة ومن قتل فيها من المهاجرين والأنصار ، فقال : أحلت السيوف على أهل السوابق من المهاجرين والأنصار ، ولم نجد المعول يومئذ إلا عليهم ، خافوا على الإسلام أن يكسر بابه ، فيدخل منه إن ظهر مسيلمة ، فمنع الله الإسلام بهم ، حتى قتل عدوه وأظهر كلمته ، وقدموا يرحمهمالله ، على ما يسرون به من ثواب جهادهم من كذب على الله وعلى رسوله ، ورجع عن الإسلام بعد الإقرار به.
وفى رواية عنه : جعل منادى المسلمين ، يعنى يوم اليمامة ، ينادى : يا أهل الوجوه ، لو لا ما استدرك خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، من جمع القرآن لخفت أن لا يلتقى المسلمون وعدوهم فى موضع إلا استحر القتل بأهل القرآن.
ولما قتل ثابت بن قيس بن شماس يوم اليمامة ، ومعه كانت راية الأنصار يومئذ ، وهو خطيبهم وسيد من سادتهم ، أرى رجل من المسلمين فى منامه ثابت بن قيس يقول له : إنى موصيك بوصية ، فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه ، إنى لما قتلت بالأمس جاء رجل من ضاحية نجد وعلىّ درع فأخذها ، فأتى بها منزله فأكفأ عليها برمة ، وجعل على البرمة رحلا ، وخباؤه فى أقصى العسكر ، إلى جنب خبائه فرس يستن فى طوله ، فائت خالد بن الوليد فأخبره فليبعث إلى درعى فليأخذها ، وإذا قدمت على خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأخبره أن علىّ من الدين كذا ولى من الدين كذا ، وسعد ومبارك غلاماى حران ، وإياك أن تقول هذا حلم ، فتضيعه.
فلما أصبح الرجل أتى خالد بن الوليد فأخبره ، فبعث خالد إلى الدرع فوجدها كما قال ، وأخبره بوصيته فأجازها ، ولا نعلم أحدا من المسلمين أجيزت ، وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس (١).
وقد روى أن بلال بن الحارث كان صاحب الرؤيا ، رواه الواقدى ، ثم قال بعقبه : فذكرته ، يعنى الحديث ، لعبد الله بن سعد ، فقال : حدثني عبد الواحد بن أبى عون ، قال:
__________________
(١) ذكر ابن عبد البر فى الاستيعاب هذا الخبر فى ترجمة ثابت رقم (٢٥٣).