بيت بدارين ، قال : هم لك ، فخاض به وبالخيل إليهم ، فظفر عليهم عنوة ، وسبى أهلها ، ثم رجع إلى عسكره.
وقال إبراهيم بن أبى حبيبة : حبس لهم البحر حتى خاضوه إليهم ، وجازه العلاء وأصحابه مشيا على أرجلهم ، وقد تجرى فيه السفن قبل ، ثم جرت فيه بعد ، فقاتلهم ، فأظفره الله بهم ، وسلموا له ما كانوا منعوا من الجزية التي صالحهم عليها رسول اللهصلىاللهعليهوسلم.
ويروى أنه كان للعلاء بن الحضرمى ومن كان معه جوار إلى الله تعالى فى خوض هذا البحر ، فأجاب الله دعائهم ، وفى ذلك يقول عفيف بن المنذر ، وكان شاهدا معهم (١) :
ألم تر أن الله ذلل بحره |
|
وأنزل بالكفار إحدى الجلائل |
دعونا الذي شق البحار فجاءنا |
|
بأعظم من غلق البحار الأوائل |
وفى حديث غيره ، قال : لما رأى ذلك أهل الردة من أهل البحرين سألوه الصلح على ما صالح عليه أهل حجر.
ولما ظهر العلاء بن الحضرمى على أهل الردة والمجوس من أهل البحرين ، أقام عليها أميرا ، وبعث أربعة عشر رجلا من رؤساء عبد القيس وفدا إلى أبى بكر الصديق رضياللهعنه ، فنزلوا على طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام ، وأخبروهما بمسارعتهم إلى الإسلام وقيامهم فى الردة ، ثم دخل القوم على أبى بكر ، وحضر الزبير وطلحة رضياللهعنهم ، فقالوا : يا خليفة رسول الله ، إنا قوم أهل إسلام ، وليس شيء أحب إلينا من رضاك ، ونحن نحب أن تعطينا أرضا من أرض البحرين وطواحين ، فأبى أبو بكر ، فكلمه فى ذلك طلحة والزبير ، فأذعن ، وقال : اشهدوا أنى قد فعلت وأعطيتهم كل ما سألونى ، وعرفت لهم قدر إسلامهم ، فجزوه خيرا.
فلما خرجوا من عنده ، قال لهم طلحة : إن هذا الأمر لا نراه يليه بعد أبى بكر إلا عمر ، فكلموا أبا بكر يكتب لكم كتابا ، ويشهد فيه عمر ، فلا يكون لعمر بعد هذا اليوم كلام ، فعادوا إلى أبى بكر ، فذكروا له ذلك ، فدعا عبد الله بن الأرقم ، فقال : اكتب لهم بهذا الذي أعطيتهم ، ففعل ، وشهد فى الكتاب عشرة من قريش والأنصار ، ولم يكن عمر بن الخطاب حاضرا ، فانطلقوا إليه ، فأقرءوه الكتاب ، فلما قرأه فض الخاتم ثم تفل
__________________
(١) انظر الأبيات فى : البداية والنهاية (٦ / ٣٢٣).