وعن عدى بن حاتم قال (١) : غزونا ، يعنى مع خالد ، على أهل المصيخ ، وإذا رجل من النمر يدعى حرقوص بن النعمان ، حوله بنوه وامرأته ، وبينهم جفنة من خمر ، وهم عليها عكوف يقولون له : ومن يشرب هذه الساعة فى أعجاز الليل؟ فقال : اشربوا شرب وداع ، فما أرى أن تشربوا خمرا بعدها أبدا ، هذا خالد بالعين وقد بلغه جمعنا وليس بتاركنا :
ألا فاشربوا من قبل قاصمة الظهر |
|
وقبل انتقاض القوم بالعسكر الدثر |
وقبل منايانا المصيبة بالقدر |
|
لحين لعمرى لا يزيد ولا يحرى |
فسبق إليه وهو فى ذلك بعض الخيل ، فضرب رأسه ، فإذا هو فى جفنته ، فأخذنا بناته وقتلنا بنيه.
وفى كتاب سيف قال (٢) : ولما بلغ غسان خروج خالد على سوى وانتسافها ، وإغارته على مصيخ بهراء وانتسافها ، اجتمعوا بمرج راهط ، وبلغ ذلك خالدا وقد خلف ثغور الشام وجنودها مما يلى العراق ، فصار بينهم وبين اليرموك صمد لهم ، فخرج من سوى بعد ما رجع إليها بسبى بهراء فنزل علمين على الطريق ، ثم نزل الكثيب ، حتى سار إلى دمشق ، ثم مرج الصفر ، فلقى عليه غسان ، وعليهم الحارث بن الأيهم ، فانتسف عسكرهم ونزل بالمرج أياما ، وبعث إلى أبى بكر بالأخماس ، ثم خرج من المرج حتى نزل مياه بصرى ، فكانت أول مدينة افتتحت بالشام على يدى خالد فيمن معه من جنود العراق ، وخرج منها فوافى المسلمين بالواقوصة.
وعن غير سيف أن خالدا أغار على غسان فى يوم فصحهم ، فقتل وسبى ، وخرج على أهل الغوطة حتى أغار عليهم ، فقتل ما شاء وغنم ، ثم إن العدو دخلوا دمشق فتحصنوا ، وأقبل أبو عبيدة ، وكان بالجابية مقيما ، حتى نزل معه بالغوطة ، فحاصر أهل دمشق.
وعن قيس بن أبى حازم قال : كان خرج مع خالد من بجيلة وعظمهم أحمس نحو من مائتى رجل ومن طيئ نحو من مائة وخمسين.
قال : وكان معنا المسيب بن نجيبة ، فى نحو مائتى فارس من بنى ذبيان ، وكان يعنى خالدا ، فى نحو من ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار ، فكان أصحابه الذين دخلوا معه
__________________
(١) انظر : تاريخ الطبرى (٣ / ٣٨٢).
(٢) انظر : تاريخ الطبرى (٣ / ٤١٠ ـ ٤١١).