صلىاللهعليهوسلم خيبر. فقال عمرو : والله لا أقسمها حتى أكتب إلى أمير المؤمنين. فكتب إليه فأجابه : أقرها حتى يغدو (١) منها حبل الحبلة.
وفى حديث آخر : أن الزبير صولح على شيء أرضى به.
وحدث أبو قنان (٢) ، عن أبيه أنه سمع عمرو بن العاص يقول ، يعنى بمصر : لقد قعدت مقعدى هذا وما لأحد من قبط مصر علىّ عهد ولا عقد ، إن شئت قتلت ، وإن شئت حبست ، وإن شئت بعت.
ويروى عن ربيعة نحو ما تقدم من فتح مصر بغير عهد ، وأن عمر بن الخطاب حبس درها وصرها أن يخرج منه شيء نظيرا للإسلام وأهله.
وقال زيد بن أسلم (٣) : كان لعمر بن الخطاب ، رضياللهعنه ، تابوت فيه كل عهد كان بينه وبين أحد ممن عاهده ، فلم يوجد فيه لأهل مصر عهد.
ويروى أن عمرو بن العاص لما فتح مصر قال للقبط : إن من كتمنى كنزا عنده فقدرت عليه قتلته. فذكر لعمرو أن قبطيا (٤) من أهل الصعيد يقال له : بطرس عنده كنز ، فأرسل إليه فسأله ، فأنكر ، فحبسه عمرو ، وسأل : هل تسمعونه يسأل عن أحد؟ فقالوا:سمعناه يسأل عن راهب بالطور ، فأخذ خاتم بطرس وكتب على لسانه بالرومية إلى ذلك الراهب : أن ابعث إلىّ بما عندك ، وختم بخاتمه ، فجاء الرسول من عند الراهب بقلة شامية مختومة بالرصاص ، فوجد فيها صحيفة مكتوب فيها : يا بنى ، إن أردتم ما لكم فافتحوا تحت الفسقية الكبيرة. فأرسل عمرو إلى الفسقية فحبس عنها الماء ، وقلع البلاط الذي تحتها ، فوجد فيها اثنين وخمسين أردبا ذهبا مضروبة ، فضرب عمرو رأس القبطى عند باب المسجد ، فأخرج القبط كنوزهم خشية أن يقتلوا.
وروى يزيد بن أبى حبيب أن عمرو بن العاص استحل مال قبطى كان يظهر الروم على عورات المسلمين ويكتب إليهم بذلك ، فاستخرج منه بضعة وخمسين أردبا دنانير.
وقال ابن شهاب : كان فتح مصر بعضها بعهد وذمة وبعضها عنوة. فجعل عمر بن
__________________
(١) فى ابن عبد الحكم : يغزو.
(٢) هو : أيوب بن أبى العالية.
(٣) انظر ترجمته فى : الجرح والتعديل (٣ / ٢٥٠٩) ، الإصابة ترجمة رقم (٢٨٨٣) ، أسد الغابة ترجمة رقم (١٨٢١).
(٤) فى ابن عبد الحكم : نبطيا.