إنما الأمر للذى خلق الخل |
|
ق وفى خلقه عليه دليل |
فى أبيات غير هذه يؤنس فيها المهاجر بن أبى أمية بن المغيرة ، وكان أميرا عليهم من قبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم بما عند قومه من حسن الطاعة له والقيام فى الحق معه.
ثم قام ابن ذى المشغار ، وكان ملك أهل ناحيته ، وكان متألها ، فتكلم أيضا فى هذا النحو بكلام حسن ، نظما ونثرا ، فلما فرغ من مقالته أتاه مسروق بن الحارث القوال الأرحبى ، فقال له :
أيها الملك ، إنه لا يعرف عندك فى قريش إلا رجل مثلى من قومك ، أنا القوال ابن القوال ، الفارس ابن الفارس ، ابعثنى إلى خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأقوم مقاما شريفا أباهى به فيك الناس.
فسرحه ، فلما قدم مسروق على أبى بكر رضياللهعنه تهيأت له قريش ، وقالوا : خطيب همدان وفتاها ، فتكلم عندهم بكلام تركنا ذكره وذكر ما أنشد معه من الشعر ، إذ ليس مناسبا لما نحن الآن بسبيله من ذكر مراثى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلما سمعت قريش شعره وخطبته ، عجبت منه ، وكان معه عبد الله بن سلمة الهمدانيّ ، فقام فقال : يا معشر قريش ، إنكم لم تصابوا بنبى الله صلىاللهعليهوسلم دون سائر العرب ، لأنه لم يكن لأحد دون أحد ، وأيم الله ، لا أدرى أى الرجلين أشد حزنا عليه ، وأعظم مصابا به ، من عاينه فغاب عنه عيانه ، أو من أشرف على رؤيته ، فلم يره؟ غير أنا معترفون للمهاجرين بفضل هجرتهم ، وللأنصار بفضل نصرتهم ، والتابع ناصر ، والمؤمن مهاجر فى كلام غير هذا صدر عن قلب مؤمن ، وجأش به خاطر شديد ، فأثنى عليه أبو بكر خيرا ، وحمدته قريش ، وكان سيدا ، فقال :
إن فقد النبيّ جدعنا اليو |
|
م فدته الأسماع والأبصار |
وفدته النفوس ليس من المو |
|
ت فرار وأين أين الفرار |
ما أصيبت به الغداة قريش |
|
لا ولا أفردت به الأنصار |
دون من وجه الصلاة إلى الل |
|
ه وقد هنئت به الكفار |
ورجال منافقون شمات |
|
ويوم واروه كفرهم إسرار |
من بكته السماء تسعدها الأر |
|
ض وبكت بعد القفار البحار |
وسرافيل قد بكاه وجبري |
|
ل وميكال والملأ الطهار |
يا لها كلمة يضيق بها الحل |
|
ق أتانا بنقلها السفار |