قيل مات النبيّ فانصدع القل |
|
ب وشابت من هولها الأشعار |
فعليهالسلام ما هبت الري |
|
ح ومدت جنح الدجى أنوار |
وقال سواد بن قارب الدوسى (١) ، وهو الذي كان كاهنا فأسلم فحسن إسلامه بإرشاد ربه إياه إلى ذلك حسب ما تقدم صدر كتابنا هذا من خبره يبكى النبيّ صلىاللهعليهوسلم لما بلغت أسد السراة وفاته ، وبعد أن قام فيهم مقاما محمودا ، يثبتهم فى الدين ، ويحذرهم سوء عاقبة الارتداد ، وكان قد سادهم وشرف فيهم ، فأجابوه إلى ما أراد ، وقبلوا رأيه ، وقال :
جلت مصيبتك الغداة سواد |
|
وأرى المصيبة بعدها ترداد |
أبقى لنا فقد النبيّ محمد |
|
صلى الإله عليه ما يعتاد |
حزنا لعمرك فى الفؤاد مخامرا |
|
أو هل لمن فقد النبيّ فؤاد |
كنا نحل به جنابا ممرعا |
|
خف الجناب فأجدب الرواد |
فبكت عليه أرضنا وسماؤنا |
|
وتصدعت وجدا به الأكباد |
قل المتاع به وكان عيانه |
|
حلما تضمن سكريته رقاد |
كان العيان هو الطريف وحزنه |
|
باق لعمرك فى النفوس تلاد |
إن النبيّ وفاته كحياته |
|
والحق حق والجهاد جهاد |
لو قيل تفدون النبيّ محمدا |
|
بذلت له الأموال والأولاد |
وتسارعت فيها النفوس لبذلها |
|
هذا له الأغياب والأشهاد |
هذا وهذا لا يرد نبينا |
|
لو كان يفديه فداء سواد |
وقال عبد الحارث بن أسد بن الريان من أهل نجران يبكى النبيّ صلىاللهعليهوسلم لما بلغتهم وفاته ، بعد قيامه فيهم أحمد مقام ، يحرضهم على التمسك بالدين والثبوت على الإسلام ، ويذكرهم نعمة الله عليهم ، بالدخول فيه واللحاق بمن هاجر إليه ، ويقول لهم فيما قال : إنما كان نبى الله صلىاللهعليهوسلم بين أظهركم عارية ، فأتى عليه أجله ، وبقى الكتاب الذي كان يحكم به ، ويحكم عليه ، فأمره أمر ونهيه نهى إلى يوم القيامة ، وقد سهل لكم الطريق فاسلكوه ، ولا بد من جولة ، فكونوا فيها ذوى أناة ، وقد اختار القوم لأنفسهم رجلا لا يألوهم خيرا ، فأطيعوا قريشا ما أطاعوا الله ، فإذا عصوه فاعصوهم ، فإنه لا ينبغى لآخرنا أن يملك
__________________
(١) انظر ترجمته فى : الإصابة ترجمة رقم (٣٥٩٦) ، أسد الغابة ترجمة رقم (٢٣٣٤) ، الثقات (٣ / ١٧٩) ، تجريد أسماء الصحابة (١ / ٢٤٨) ، الوافى بالوفيات (١٦ / ٣٥) ، التاريخ الكبير (٤ / ٢٠٢) ، الأعلام (٣ / ١٤٤).