والخسران والعذاب الاليم فى دار القرار لان شرط من تربع على كرسى هذه الامامه المكرمة وأسه الوحيد العلم وهو باقى مفعوله عندهم الى عصرنا الحاضر لا ينال هذا الشرف النبوى من الاشراف الا من قضى مدة من أول حياته فى تلقى العلوم الدينيه وتوابعها على جهابذة العلماء واعترفوا ببلوغه رتبة أهل التحقيق دراية وفضلا متوسعين فيه العدل والانصاف لا يخاف فى الله لومة لائم حرصا على العمل بالشريعة الغراء طبق ما أمر الله تعالى ورسوله :
ولكن الحروبات الدائمه بينها وبين الدول الاسلامية فى كل عصر حجب فضل هذه الدولة من الانتشار ومن الانتفاع بها والاستعانة بقوة شكيمتها وحرصها على تنفيذ الاحكام الشرعية وتطبيقها بين المسلمين فى جميع عصورها سيان عندها الشريف والوضيع والقوى والضعيف كما أمر الله ورسوله حوصرت فى بقعة صغيرة من الارض من جميع اخوانها المسلمين بحجة أنهم زيدية خارجون عن المذاهب الاربعه ومخالفون للسنة لاجل خاطر السياسة التى لا تتقيد بدين ولا ملة ولا ذنب لهم الا أن صاحب المذهب الشريف من بيت النبوة الشهيد زيد بن على بن زين العابدين ابن الحسين بن على بن ابى طالب عليهمالسلام المصلوب عريانا فى كناسة الكوفة أربع سنين وبعاهد أحرق جسده الشريف والمدفون أرسه بمصر بعد أن طف به العراق والشام والحجاز المشهور عند عوام المصريين بزين العابدين كأنّه محظور على أهل البيت أن يكون منهم إمام مذهب فى نظر السياسة والحال أن هذا الامام عليهالسلام مقدس على لسان جميع علماء المسلمين ومناقبه طافحة فى جميع التواريخ والتراجم والطبقات والجرح والتعديل ناطقه بالاجماع على سعة علمه وقضله وزهده وجلالة قدره وبما أكرمه الله لستر عورته مدة صلبه وكان الامام الزيدى رابع أربعة يقيم الشعائر الدينيه فى الحرم المكى مع الامام لشافعى والحنفى والمالكى ولم يكن فيه الامام الحنبلى فبدلت السياسة الامام الزيدى بالحنبلى فى عشر الاربعين وخمسمائه هجرية كما ذكره السيد دحلان رحمهالله فى كتابه الفتوحات الاسلامية عن التقى الفاسى فى ترجمة السلطان سليم الاول العثمانى وحجر على الامام الزيدى أن يقيم شعائر الله فى حرمه على مذهب امامه ابن صاحب الشريعة الغراء : فلا حول ولا قوة الا بالله : وقد وقفنا على الاصل لتقى الدين الفاسى وهو شفاء الغرام باخبار البلد الحرام فمن جملة ما ذكره أن الحافظ ابا طاهر السلفى حج فى سنة سبع وتسعين وأربعمائه ورآى فى الحرم أبا محمد بن العرض الشافعى أول أمام يصلى بالناس فى الحرم المقدس قبل إمام المالكيه