حديث (انى لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن) فدعانى ذلك الى جمع مؤلّف شامل لما ورد فى فضائل أهل اليمن الميمون من الآيات القرآنية والسنة النبوية وذكر كتب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبعوثه وعماله ورسله اليهم ومن أسلموا على يديه والذين تشرفوا بالوفادة عليه واصطفاهم الله لمشاهدة أنوار حبيبه ورسوله الى الجنة والنّاس كافة سيّد ولد آدم محمد صلىاللهعليهوسلم وذكر بعض الافذاذ من التابعين ممن أخبر عنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وشهد له بالفضيلة ذلك الفريق الذى سطع نور فضله وطعم حتى كان غرة فى تاريخ اليمن وصدرته بمقدمة تاريخية متضمنة مجد الامة اليمنية جاهلية وفخرها اسلاما وخاتمة بذكر بعض ما ورد فى حق من اتصلت بخير المرسلين انسابهم وارتبطت بحسبه احسابهم عترة سيدنا محمد صلىاللهعليهوسلم تبركا بهذه البضعة الطاهرة ووسيلة الى الله تعالى أن ينفعنى بهم والمسلمين وأن يجمعل هذا المؤلف خالصا لوجهه الكريم والفوز بسعادة الدنيا والدين وسميته نثر الدّرّ المكنون من فضائل اليمن الميمون ويشتمل على تسعة ابواب وأربعة وسبعين فصلا وقد اطلعت على رسالة الحافظ ابن الديبع المسماة بتحفة الزمن فى فضائل أهل اليمن المشتملة على ستة وثلاثين حديثا نقلت منها سبعة أحاديث على علاتها لعدم العثور على أصولها وكأن الشيخ رحمهالله لم يحررها ولم نقف على ما ألفه ابن أبى الصيف ولا غيره فى هذا المعنى
فكان هذا أدعى الى بذل المستطاع فى جمع هذا الشرف المؤبد الدال على مكانة اليمن بين الاقطار وسمو اخلاق أهله وقوة إيمانهم التابنة بالسنة السنية وبالواقع المحسوس
كفى اليمن شرفا أن يجد الرسول الاعظم صلىاللهعليهوسلم نفس الرحمن من قبله وسجوده شكرا لله تعالى على اسلام أهله الذى دل مصدره ببرهان ساطع على سعة مداركهم وسلامة عقولهم ومعرفتهم الحق الواضح وتمييزه عن الباطل فكانوا أسرع الامم انقيادا؟؟؟ الاسلامى والايمان به بدون احتياج الى حرب أو مناقشات جدلية وانّما عرفوا الحق فاذعنوا له وسلموا اليه طائعين
لا يجهل أحد درس التاريخ أن اخلاق الامم لا تتبدل الا بمرور الازمان الطويلة والايام الكثيرة لان السنين العديدة بالنسبة لحياة الامة كساعات يسيرة بالنسبة لحياة الفرد. فاذن نقدر أن نقول أن اليمن الذى خضع للدين الاسلامى منذ أول بزوغ نوره غير مقسور ولا مكره ولا معاند يدلنا فعله على مكانة أهله فى الجاهلية وانهم كانوا على بينة من أمرهم وأن آثار العظمة الماضية لا زالت باقية فى أخلاقهم لهذا كانوا يسيرون مع الحق جنبا لجنب