رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويأتيه بها فخرجا فلما بلغا الطائف وكان فيه حينئذ جمع من أشراف قريش مثل أبى سفيان وصفوان بن امية وغيرهما فسألا عن النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا إنه بيثرب فلما سمع أبو سفيان بن حرب وصفوان بن أمية بمضمون كتاب باذان وغرض الرجلين فرحا وقالا للجمع ابشروا فقد نصب له كسرى ملك الملوك كفيتم الرجل فخرجا نابوه وخرخسرو من الطائف الى المدينة فقدما على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد حلقا لحالهما وشواربهما فكره النظر اليهما وقال (ويلكما من أمركما بهذا) قالا ربنا يعنون كسرى فقال (ولكن ربى أمرنى أن أعفى لحيتى وأقص شاربى) فاعلماه بما قد قدما له وقالا ان فعلت كتب باذان فيك الى كسرى وأن ابيت فهو يهلكك وقومك فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «ارجعا وتأتيانى غدا» واتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم الخبر من السماء أن الله سبحانه وتعالى قد سلط على كسرى ابنه شيرويه فقتله فى شهر كذا وكذا بعدما مضى من الليل كذا ساعة فلما اتيا الى النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم من الغد قال لهما (إن ربى قد قتل الليلة ربكما بعد ما مضى من الليل سبع ساعات سلط عليه ابنه شيرويه حتى بقربطنه)
وكانت ليلة الثلاثاء العاشر من جمادى الاولى من السنة السابعة من الهجرة وقال لهما (إن دينى وسلطانى سيبلغ ملك كسرى وينتهى منتهى الخف والحافر) وأمرهما أن يقولا لباذان انك إن أسلمت أعطيتك ما تحت يدك وملكتك على قومك من الابناء ثمّ أعطى خرخسرو منطقة محلاة بالذهب والفضة كان اهداها له بعض الملوك فخرجا من عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وانطلقا حتّى قدما صنعاء على باذان واخبراه الخبر فقال والله ما هذا بكلام ملك وانى لأرى الرجل نبيا كما يقول ولننظرن؟؟؟ ما قد قال فلئن كان حقا فلا يسبقنى أحد من الملوك فى الايمان به وان لم يكن فسنرى فبه رأينا
فلم يلبث باذان الا يسيرا حتى قدم عليه كتاب شيرويه بخبره فيه أنه قتل كسرى غضبا لفارس لانه قتل أشرافهم وفرت من حوله وقال له اذا جاءك كتابى هذا فخذ لى الطاعه ممن قبلك وانظر الرجل الذى كان كسرى كتب اليك فيه فلا تهيجه حتى يأتيك أمرى فيه فلما انتهى كتاب شيرويه الى باذان قال إن هذا الرجل لرسول الله حقا فاسلم وأسلمت الابناء من فارس من كان منهم باليمن فبعث باسلامه واسلام من كان معه الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ورضى عنهم وأقره عليهم.