عليه وآله وسلّم بهم واكرم مثواهم وقالوا يا رسول الله انا سقنا اليك حق الله فى أموالنا فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم «ردوها فاقسموها على فقرائكم» قالوا يا رسول الله ما قدمنا عليك الا بما فضل عن فقرائنا فقال أبو بكر يا رسول الله ما قدم علينا وفد من العرب مثل هذا الوفد فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «ان الهدى بيد الله عزوجل فمن أراد الله به خيرا شرح صدره للدين» وجعلوا يسألونه عن القرآن والسنن فازداد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رغبة فيهم وأرادوا الرجوع الى أهليهم فقيل لهم ما يعجلكم قالوا نرجع الى من وراءنا فنخبرهم برؤية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وملاقاتنا له وكلامنا اياه ومارد علينا ثم جاؤوا الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فودعوه فأرسل اليهم بلالا فاجازهم بأرفع ما كان بجيزبه الوفود ثم قال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هل بقى منكم أحد قالوا غلام خلفناه على رحالنا وهو أحدثنا سنا فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم «أرسلوه الينا» فاقبل الغلام حتى أتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال يا رسول الله انا من الرهط الذين أتوك آنفا فقضيت حوائجهم فاقض حاجتى قال «وما حاجتك» قال يا رسول الله حاجتى ليست كحاجة أصحابى وان كانوا راغبين فى الاسلام والله ما أخرجنى الا ان تسأل الله ان يغفرلى ويرحمنى وان يجعل غناى فى قلبى فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «اللهم اغفرله وارحمه واجعل غناه فى قلبه» وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم «من اراد الله به خيرا جعل غناه فى نفسه وتقاه فى قلبه واذا أراد الله بعبد شرا جعل فقره بين عينيه» ثم أمر له بمثل ما أمر به لرجل من أصحابه ثم انهم بعد ذلك وافوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمنى فى الموسم الا ذلك الغلام فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «ما فعل الغلام الذى أتانى معكم» قالوا يا رسول الله ما رأينا مثله قط ولاحدثنا باقنع منه بما رزقه الله لو ان الناس اقتسموا الدنيا ما نظر نحوها ولا التفت اليها «فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «الحمد لله انى لارجو ان يموت جميعا» فقال رجل منهم أوليس يموت الرجل جميعا قال صلىاللهعليهوآلهوسلم «تتشعب اهواؤه وهمومه فى اودية الدنيا فلعل اجله يدركه فى بعض تلك الاودية فلا يبالى الله عزوجل فى ايها هلك» قالوا فعاش ذلك الرجل فينا على أفضل حال وازهده فى الدنيا واقنعه بما رزق فلما انتقل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الى الرفيق الاعلا ورجع من رجع من أهل اليمن عن الاسلام قام فى قومه فذكرهم الله والاسلام فلم يرجع أحد منهم وكان أبو بكر رضى الله عنه يذكره ويسأل عنه حتّى