رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رجل منهم اسمه زياد بن الحارث الصدانى فلما علم أن الجيش ذاهب الى فتح بلاده أتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال يا رسول الله جئتك وافدا عمن ورائى فاردد الجيش وأنا لك بقومى فرد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قيس بن سعد من صدر قناة وخرج الصدائى الى قومه فقدم على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خمسة عشر رجلا منهم فقال سعد بن عبادة يا رسول الله دعهم ينزلون على فنزلوا عليه فحياهم وأكرمهم وكساهم ثم راح بهم الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فبايعوه على الاسلام فقالوا نحن لك على من ورائنا من قومنا فرجعوا الى قومهم ففشا الاسلام فيهم فوافى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منهم مائة رجل فى حجة الوداع ذكر هذا الواقدى عن بعض بنى المصطلق وذكر عن حديث الصدائى انه هو الذى قدم على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال له أردد الجيش وأنا لك بقومى فرده قال وقدم وفد قومى عليه فقال لى يا أخا صدا انك لمطاع فى قومك قال قلت بلى يا رسول الله من الله عزوجل ومن رسوله (فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أؤمرك عليهم) فقلت بلى يا رسول الله فكتب لى بذلك فقلت يا رسول الله مرلى بشىء من صدقاتهم قال نعم فكتب لى كتابا أخر قال زياد وكنت معه صلىاللهعليهوآلهوسلم فى بعض أسفاره وكنت رجلا قويا فلزمت غرزه أى ركابه وجعل أصحابه بتفرقون عنه فلما كان السحر قال أذن يا أخا صدا فاذنت على راحلتى ثم سرنا حتى نزلنا فذهب لحاجته ثم رجع فقال «يا أخا صداء هل معك ماء» قلت معى شىء فى اداوتى وهى اناء من جلد صغير قال «هاته» فجئته به قال «صب» فصببت ما فى الاداوة فى القعب أى القدح الكبير وجعل أصحابه يتلاحقون ثم وضع كفه على الاناء فرأيت من بين كل أصبعين عينا تفور ثم قال «يا أخا صداء لولا أنى استحى من ربّى عزوجل لسقينا وأسقينا» اى من غير نهاية ثم توضأ وقال «أذن فى أصحابى من كانت له حاجة بالوضوء» بفتح الواو «فليرد» قال فورد الناس من أخرهم ثم جاء بلال يقيم فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «إن أخا صداء قد أذن ومن أذن فهو يقيم» قال فاقمت ثمّ تقدم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فصلى بنا فلما سلّم من صلاته قام رجل يشكو من عامله فقال يا رسول الله ان أخذنا بكل شىء كان بيننا وبينه فى الجاهلية فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «لا خير فى الامارة لرجل مسلم» ثم قام رجل أخر فقال يا رسول الله اعطنى من الصدقة فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «ان الله لم يكل قسمها الى ملك مقرب ولا