وأبي الهيثم بن التيهان ، وبني هاشم ، وسواهم ، كانوا من محبي علي ، ومن أنصاره.
وكان المهاجرون هم الذين يناوئون عليا «عليهالسلام» ، ويسعون في إبطال أمره ، ويدبرون لإبعاد الخلافة عنه بعد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وقد تعاهدوا وتعاقدوا على ذلك ..
وكان المراقب لتصرفاتهم في مختلف الموارد يدرك مدى انحرافهم عن الإمام علي «عليهالسلام» ، وأنهم تكتل واضح المرامي والأهداف ، ظاهر التباين والاختلاف ، لا مجال لأن يفكر بالإنصياع للتوجيهات النبوية ، ولا حتى للقرارات الإلهية فيما يرتبط بأمر الإمامة والخلافة في أي من الظروف والأحوال ..
وقد حج مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» من المهاجرين الذين هم في هذا الإتجاه بضع عشرات ، قد لا يصلون إلى المئات .. ولكن كان فيهم رجال مجربون ، كانوا على درجة كبيرة من الحنكة والدهاء ، وكان ثقلهم الحقيقي في مكة ، التي أظهرت في السنة الثامنة من الهجرة ، الإستسلام للإسلام ، بالإضافة إلى ما حولها من البلاد والعباد ، الذين يخضعون لنفوذها ، ويلتقون في مصالحهم معها ..
ولأجل ذلك وجد المهاجرون الطامحون ، في قريش ، وفي مكة وما والاها ، عضدا قويا ، وسندا لهم ، شجعهم على مواجهة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، بهذه الحدة والشدة التي سلفت الإشارة إليها ..
وبعد أن فعلوا فعلتهم الشنيعة تلك ، وظنوا أنهم قد ربحوا معركتهم ضد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، بمنعهم إياه من الإعلان على الحجيج