وصفح عنه وسامحه.
بل لقد قالوا : إن ما صنعه عمر ، من منع النبي «صلىاللهعليهوآله» من كتب الكتاب كان هو الأصح والأصلح ، وأنه لو كتب ذلك الكتاب لاختلف المسلمون ، ولكانت المصيبة أعظم. وسيأتي بيان ذلك
٤ ـ فجاء ما جرى على السيدة الزهراء «عليهاالسلام» ليؤكد إصرارهم على مناوأة النبي «صلىاللهعليهوآله» في أهدافه ، وعلى أنهم لا يتورعون حتى عن الاعتداء على البنت الوحيدة لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» .. إلى حد إسقاط الجنين ، وكسر الضلع ، وضربها إلى حد التسبب باستشهادها .. وذلك بعد أن جمعوا الألوف من المقاتلين ، خصوصا من قبيلة بني أسلم. التي كانت تعيش أعرابيتها بالقرب من المدينة ، وقد قال تعالى : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ) (١).
وقد يعتذرون عن ذلك ويقولون للناس أيضا : لعن الله الشيطان لقد كانت ساعة غضب وعجلة ، ولم نكن نحب أن نسيء إلى بنت رسول الله «صلىاللهعليهوآله» .. وقد ندمنا أعظم الندم على ما صدر وبدر منا ـ رغم أن لنا ، أسوة برسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فإنه إذا كان النبي قد يبدر منه حين الغضب ما لا يناسب مقامه ، وفقا لحديث : إني بشر أرضى وأغضب كما يغضب البشر ، اللهم من سببته أو لعنته الخ .. فكيف يمكن تنزيه غيره «صلىاللهعليهوآله» عن مثل ذلك؟!
وهذا معناه : أن ما صدر منهم لا يعني بالضرورة أنهم لا يصلحون
__________________
(١) الآية ١٠١ من سورة التوبة.