عدم الأهلية حتى للإمامة في الصلاة ، التي لا تحتاج إلا إلى صحة القراءة «والعدالة» (١) ، يكشف عن عدم الصلاحية لمقام الإمامة الذي يحتاج إلى العلم الغزير ، وإلى العدالة ، وإلى الشجاعة ، وإلى غير ذلك من صفات ..
ولكنهم قد يعتذرون عن ذلك أيضا بالتشكيك في اشتراط العدالة ، ويروون عن النبي «صلىاللهعليهوآله» زورا وبهتانا أيضا أنه قال : «صلوا خلف كل بر وفاجر» .. ثم يفتي فقهاؤهم بذلك ، أو يدّعون أن النبي هو الذي صلى خلف أبي بكر ، كما صلى ـ بزعمهم الفاسد ورأيهم الكاسد ـ خلف عبد الرحمن بن عوف .. ويدّعون .. ويدّعون ..
٣ ـ فجاءت قضية كتابة النبي «صلىاللهعليهوآله» الكتاب الذي لن يضلوا بعده أبدا ، لتظهر كيف أنهم لا يتورعون حتى عن اتهام النبي «صلىاللهعليهوآله» في عقله ، حتى ليقول قائلهم : «إن النبي ليهجر»!! أو قال كلمة معناها : «غلبه الوجع».
رغم أنه «صلىاللهعليهوآله» لم يصرح لهم بأنه يريد أن يعين الخليفة من بعده ، بل قال : «أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي أبدا» .. فواجهوه بهذا الأمر العظيم ، فكيف لو زاد على ذلك ما هو أوضح وأصرح؟!
ألا يحتمل أن يبادروا حتى إلى قتله؟!
وقد يعتذرون عن ذلك أيضا بأن الذي تجرأ على النبي «صلىاللهعليهوآله» وواجهه بهذا القول ، هو عمر بن الخطاب قد ندم وتاب ، وقد يدعون أنه اعتذر إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وأنه «صلىاللهعليهوآله» قد عذره
__________________
(١) وفق مذهب أهل البيت «عليهمالسلام» فقط.