وكان إصرار النبي «صلىاللهعليهوآله» على شخوص أسامة بجيشه ، وتتابع أمره له بالمسير ، واضطرارهم إلى رفض ذلك ، والتثاقل فيه ، والنزول بالجيش في الجرف ، والتعلل بالمعاذير الباطلة ، مثل صغر سن قائدهم. ومثل إظهار الحرص على الإطمئنان على صحة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وغير ذلك كان يزيد في وضوح أمرهم ، وكشف ما كانوا يبيتونه من نوايا وأهداف ..
١١ ـ ولا شك في أن فضيحة هؤلاء الناس ، قد فتحت نافذة كبيرة أمام الأجيال الآتية لتعرف الحقيقة ، ولا تأخذ بالمظاهر الخادعة ، والشعارات اللامعة .. وشكل ذلك امتدادا لما جرى في حجة الوداع ، وتأكيدا على أنهم لا يزالون يسيرون في نفس الإتجاه ، وأن لديهم نفس النوايا.
١٢ ـ لقد أوضح ما جرى في حجة الوداع ، في منى وعرفات ، وما جرى في تجهيز جيش أسامة ، حيث لم ينفع مع هؤلاء القوم كل هذا التدبير الحازم والقوي والصارم ، وكل هذا الإصرار النبوي ، الذي بلغ حد المبادرة إلى لعن من يتخلف ـ قد أوضح ـ : أن هؤلاء يصرون على نيل مراداتهم ، وأن سكوتهم في يوم الغدير ما كان إلا انحناء أمام العاصفة ..
وأن أقوال الرسول «صلىاللهعليهوآله» ، وحتى أفعاله التي بلغت حد أخذ البيعة منهم ومن غيرهم لعلي «عليهالسلام» بالخلافة من بعده ، ثم تجهيزة جيشا يرغمهم على الكون فيه ، هم وأشياعهم ، مع استثنائه عليا «عليهالسلام» وربما بعض محبيه ومناصريه منه .. قد أوضح : أن ذلك كله لم يفد في إقناعهم بالتراجع عما عقدوا العزم عليه ، بل هو قد دفعهم للتمرد والعصيان ، وانتهى الأمر بهم إلى اتهام النبي «صلىاللهعليهوآله» في عقله ،