ثالثا : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» ، قد ترك سنة مكتوبة ، وأمر عبد الله بن عمرو بن العاص ، بأن يكتب كل ما يخرج من بين شفتيه ، قائلا :
أكتب فو الله ، لا يخرج من بين هاتين إلا حق. أو نحو ذلك ..
وقال : أكتبوا لأبي شاه.
وقال للناس : قيدوا العلم بالكتاب ..
وكتب عنه أمير المؤمنين «عليهالسلام» ، الجفر والجامعة ، وكتب أيضا الكتاب الذي كان في ذؤابة سيفه ، وفيه أمور من السنة .. وغير ذلك كثير .. ذكرنا شطرا وافيا منه ، في الجزء الأول هذا الكتاب.
فما معنى قولهم : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم يترك سنة مكتوبة؟! ..
رابعا : لنفترض أن النبي «صلىاللهعليهوآله» ، قد أمضى حياته دون أن يكتب أي شيء ، وأراد في آخر لحظة أن يكتب أمرا بعينه ، فما هو المانع من ذلك؟
وهل يصح قياس هذه الفترة على الفترات السابقة ، بحيث لا بد أن تأخذ حكمها؟! ..
خامسا : لنفترض جدلا أنه كان يحق لعمر بن الخطاب ، أن يمنع النبي «صلىاللهعليهوآله» ، من كتابة الكتاب ، فهل يحق له أن يعلل ذلك بأنه «صلىاللهعليهوآله» يهجر ، أو غلبه الوجع .. أو أن يقول كلمة هذا معناها؟! ..
سادسا : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» ، يقول للناس : إنه إذا كتب الكتاب ، فلن يضلوا بعده ..
فكيف يقول له عمر : حسبنا كتاب الله؟! ..