مسائل ، فإن أخبركم فهو نبي ، والأسئلة هي عن أهل الكهف ، وعن ذي القرنين ، وعن الروح ، فرجعوا إلى مكة وسألوه عن هذه المسائل ، فجاء جبرئيل «عليهالسلام» بسورة الكهف بعد خمسة عشر (أو أربعين) يوما (١).
وبعد أن اتضح : أن سورة الكهف قد نزلت جملة واحدة ، نقول :
إن الروايات تذكر : أن عددا من آياتها قد نزل في مناسبات مختلفة أيضا ، فمنها على سبيل المثال ما يلي :
١ ـ أخرج ابن مردويه ، وأبو نعيم في الحلية ، والبيهقي في شعب الإيمان عن سلمان : أن قوله تعالى : (وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ ..) إلى قوله : (.. إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً) (٢) .. قد نزل حينما جاء المؤلفة قلوبهم ، وهم : عينية بن بدر ، والأقرع بن حابس ، إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» واشترطوا عليه لكي يجالسوه هم ويحادثوه ، ويأخذوا عنه ، أن يجلس في صدر المجلس ، وأن يبعد الفقراء عنه ؛ لأنهم كانوا يلبسون جباب الصوف
__________________
(١) الدر المنثور ج ٤ ص ٢١٠ عن أبي نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل ، وابن إسحاق ، وابن جرير ، وابن المنذر. وراجع : والبحار ج ١٨ ص ٢٤٥ وج ٥٦ ص ٣١٣ وتفسير السمرقندي ج ٣ ص ٥٦٧ وزاد المسير ج ٥ ص ٨٩ و ١٧٤ وتفسير الكبير للرازي ج ٢١ ص ٢٣٨ والجامع لأحكام القرآن ج ١١ ص ١٢٨ وتفسير البيضاوي ج ٤ ص ٢٥ والتسهيل لعلوم التنزيل ج ٢ ص ١٨٦ وتفسير البحر المحيط ج ٦ ص ١١١ وتفسير القرآن العظيم ج ٣ ص ٨٣ وتفسير الثعالبي ج ٣ ص ٥٠٦ وتفسير أبي السعود ج ٥ ص ٢٧٣ وتفسير الآلوسي ج ١٥ ص ٢٤٧.
(٢) الآيتان ٢٧ ـ ٢٩ سورة الكهف.