يعنون سلمان وأباذر (١) ..
وفي نص آخر : عن سلمان : نزلت هذه الآية فيّ وفي رجل دخل على النبي «صلىاللهعليهوآله» ومعي شيء من خوص ، فوضع مرفقه في صدري وقال : تنح حتى ألقاني على البساط ، ثم قال : يا محمد إنا ليمنعنا من كثير من أمرك هذا وضرباؤه ، أن ترى لي قدما وسوادا ، فلو نحيتهم إذا دخلنا عليك ، فإذا خرجنا أذنت لهم إذا شئت ، فلما خرج أنزل الله : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ .. ـ إلى قوله ـ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) (٢) ..
ومن الواضح : أن سلمان قد أسلم في المدينة ، فالآيات قد نزلت هناك أيضا ، بالإضافة إلى نزولها السابق في ضمن السورة ..
وإن كنا لا نؤيد صحة هذه الروايات لأسباب عديدة ، فإن النبي «صلىاللهعليهوآله» لا يمكن أن يرضى بشروط العتاة من المشركين ، لأنها شروط يأباها العقل والشرع والوجدان الإنساني ، أو تنفر منها الفطرة السليمة ، وتخدش في عصمته «صلىاللهعليهوآله».
يضاف إلى ذلك : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم يكن ليسكت عن
__________________
(١) الدر المنثور ج ٤ ص ٢١٩ ، وجامع البيان ج ١٥ ص ٢٩٤ و ٣١٤ والبحار ج ٦٩ ص ٢ والتفسير الصافي ج ٣ ص ٢٤٠ وتفسير الميزان ج ١٣ ص ٣٠٥ وأسباب نزول الآيات للواحدي النيسابوري ص ٢٠١ وزاد المسير ج ٥ ص ٩٣ والجامع لأحكام القرآن ج ١٠ ص ٣٩٠ وفتح القدير ج ٣ ص ٢٨٣ وتفسير الآلوسي ج ١٥ ص ٢٦٢ والفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم ج ٢ ص ٣٣٩ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢١ ص ٤٠٥.
(٢) الدر المنثور ج ٤ ص ٢١٩ عن عبد بن حميد.