الإسلام الحنيف ، وقد دلت نفس الآيات القرآنية التي نزلت في مناسبة الغدير على ذلك .. فلا حظ :
١ ـ قوله تعالى لنبيه «صلىاللهعليهوآله» : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) (١).
حيث يستفاد من هذه الآية :
أولا : إن عدم تبليغ ولاية أمير المؤمنين علي «عليهالسلام» يوازي عدم تبليغ الدين كله. فلو كانت الحاجة إلى الإمام علي «عليهالسلام» هي مجرد حاجة إلى مساعد في إكمال البرنامج العملي ، فإن ذلك يتم عبر الاستعانة به ، وتمهيد الأمور له ليمسك بزمامها ، ولا يحتاج ذلك إلى نص عليه من الله ، وتسجيل ذلك في آيات قرآنية تتلى إلى يوم القيامة ، ولا إلى تبليغ ما أنزل إليه من الله تعالى ، ولا يكون ترك ذلك التبليغ بمثابة ترك تبليغ الرسالة كلها ..
إذ إن الحديث في الآية إنما هو عن قيمة مجرد الإبلاغ ، وليس الحديث عن نفس الاستعانة بالإمام علي «عليهالسلام» في إكمال البرنامج العملي ، في حركة الرسالة في الواقع!!
ثانيا : إنه تعالى قد جعل الآخرين الذين لا يرضون بولاية الإمام علي «عليهالسلام» من القوم الكافرين ، وهم إنما يكفرون بإنكار حقائق الدين ، لا بمجرد الاعتراض على أن يكون الإمام علي «عليهالسلام» هو المكمل للبرنامج العملي ، إذا كان ذلك ناشئا عن حسد ، أو هوى ، لا عن تكذيب
__________________
(١) الآية ٦٧ سورة المائدة.